JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أنثى ولكن/بخاري موسي/ مجلة الشعر العربي


 " أنثى ولكن "

بخاري موسي
قالت له :
لماذا أتيت إلى هنا بهذه الطريقة
مالذي دفعك للمضي نحوي بكل هذا الإصرار
ضحك وقال :
اللا شيء
رمقته بنصف نظرة وهي ترفع حاجبها وقالت :
حدثني عن اللاشيء هذا
قال :
انظري يا عزيزتي ، نحن الرجال لا ندرك الأشياء التي تدفعنا للإقتراب من أحد أو العزوف عن أحد بدقة ، فبالغالب نحن لا نفكر كثيرا بهية مشاعرنا
فمثلا حين كنت أراك بلا أدنى تفكير كنت أراقبك بتمعن وأطيل النظر بكل حركاتك ، خاتمك الذي ترتدينه بالسبابة اليسرى ، تفاصيل وجهك ، غمازتك التي لا تكاد ترى ، عيناك اللتان تغفوان إذا ما حضرت بسمتك ، زاوية حاجبك ، وحتى شكل إصابعك ..
لقد كنت أراقبك طويلا ، وأرفع عيني عنك كلما كادت عينك أن تراني ..
أنا لا يمكنني أن أخبرك بدقة مالذي كان يجبرني على الإقتراب منك ، مالذي كان يملؤني شغفا بك
لا يمكنني أن أصف شيئا محددا ، لقد كنت بكل ما فيك تجتاحينني وتستولين على كل ما في بلا أن أفهم أو أحاول أن أضع تبريرا لذلك ..
ليس هذا وحسب
فلن تصدقي لو أخبرتك أني كنت أغضب ويعكر يومي بأكمله لو رأيتك ابتسمتي لشاب أو زميل ولو مجرد ابتسامة عابرة
وبالرغم من أني لا أعرفك لكن
ولست أدري كيف كنت واثقا لهذا الحد بأنك لم تحادثي أحدا من هؤلاء ، كنت مؤمنا جدا بأنك ستكونين لي ، بلا أدنى شك أو سبب
ضحكت وقالت : وماذا لو كنت على علاقة بأحدهم
أنزل رأسه قليلا وحك رأسه ، ثم نظر إليها وهو يرفع حاجبه :
سأكون كاذب لو قلت لك ما كنت سأفعل بكما ولو صدقت
أنا لا أحب الإفتراضات والتخيل ..
لن أقول مثلا كنت سأقتلكما ، لأني لم أكن لأفعل
ولن أقول أني كنت سأدعكما وشأنكما ، لأني أظن أني لست رائع لهذه الدرجة
بالنهاية لن يمكنني أن أخبرك ماكان سيحدث حينها ، لو حدث لرأيت ماذا سأفعل ..
قالت بعدم إكتراث :
لست مغرمة جدا بالعلاقات ، ولست مولعة بالذكور والجنس الآخر على آية حال ، وأظنك ستعاني من إهمالي كثيرا ، إن لم تتمكن من تفهم وضعي استحالة أن نتم ما بدأناه
فقال :
س ..تتعلمين
وعلى يدي
ضحكت وقالت :
كيف !
قال :
قلت لك لا أجيد الوصف والشرح ، لكنك ستهتمين أنا متأكد من ذلك
ابتسمت وقالت : أتمنى ..
قال لها :
دوري أن أسألك الآن..
ما صفات الرجل الذي يصلح أن يكون زوجا لك !
نظرت اليه ، وضحكت
فقال: دعك مني أنا ، بغض النظر إن كنت أحمل تلك الصفات أم لا ..
قفزت وجلست على سور الحديقة ، فضحك وقال :
رشيقة ..
ابتسمت ولم تعقب ، فجلس على بعد ذراع ونصف منها
وضعت كلتا يداها على السور متكأة عليهما وقالت :
سأجيبك .. لأننا اتفقنا أن نكون صريحين في كل شيء
المال بالنسبة لكل أنثى أمر مهم جدا ، لأنها تحتاجه كثيرا لتظل أنثى بحق ، لتتمكن من تدليل نفسها ، مقتنعة بأن المال يعني سعادتها وديمومة أنوثتها ..
والجمال أمر لا بد منه ، فكلا الجنسين يهمه الجمال جدا ، وحسن الخلقة أمر يطيب للنفس ويزيد الود
وكأي أنثى يهمانني لكن مقاييسي تختلف قليلا
أحتاج المال كوسيلة للعيش لا أكثر ، فمثلا حين أرغب بالسفر أحتاج المال ، لا لأهمية المال بحد ذاته بل للوصول للسعادة
وبرأيي المال ليس خلقا دائم بالمرء ، فلن أنظر لرجل بكثرة ماله أو قلته ..
ولا أرى مطلقا الرجولة بنوع الماركة والذوق الرفيع وعدد السيارات التي يملك ، بل وعلى العكس تماما ، فأنا أبغض من يشعر بأنه إنسان جيد لمجرد أنه يمتلك مالا ..
أما الجمال فبالنسبة لي هو نظافة أولا وأناقة ثانيا ، وشخصية حركات رجولية وتصرفات وقفة وطريقة بالحديث ، لي مقاييس عجيبة .. لكن المهم ليس مرتبط كثيرا بالملامح
فقال بإهتمام : لا تهمشي شيء أخبريني عن التفاصيل أكثر
ضحكت ، عدلت حجابها ثم قالت :
امممممم
لا أدري كيف أشرحها .. لكن بإختصار كأبي
انظر لملامحه ، طريقة حديثه ، هدوئه ومزاحه وصوته ، كل تفاصيل أبي بحذافيرها طبعت بداخلي لتشكل هيئة الرجل
حتى أنني إن غازلت رجلا ، أو أردت أن أقول أن أحدهم جميل وجذاب قلت لصديقاتي "يشبه أبي "
ضحك ثم قال:
ويلك !
أتريدين من شاب بعمري أن يشابه عمي !
سأفشل إذن لا محال
فقالت له وهي تكابر عن الضحم :
الأمر سهل ك..
فقاطعها قائلا : اصمت بربك ، أنا كلما جالسته حين أزوركم ساعة أظل شهور أحادث نفسي وأبحث وأفكر فيم يقوله ..
بالمناسبة رجل أحلامك غير متوفر ، وأنا أنسحب من الآن هههه
ضحكت وقالت :
أدرك حجم اختلافه ، لكن معك حق ، جماله ورقي فكره وعمقه هو ما أفسد صورة كل الرجال بعيني ..
سأخبرك بسر لكن إياك أن تضحك
وضع يده على فمه وقال ضاحكا: سأحاول
قالت : أنا أحلم دوما بالإمام علي، وأحبه حقا..
ليس حبا عابرا ، بل عشق وجنون
وحين أحلم به أرى صورة أبي وأحادثه على أنه الإمام علي
وضع يديه على رأسه وأخذ يضرب على إحداهما بالأخرى
ثم قفز عن الصور وقال : أنا ماذا أفعل هنا هههه
فانفجرت ضاحكة وقالت : أخبرتك أنك ستعاني معي ، لكنك لم تفهم ..
ضحك وقال : انزلي عن السور بربك ، قف على الأرض وقولي شيئا معقولا هداك الله
ضحكت ونزلت عن السور وقالت :
حسنا ، سأخبرك بما أفكر به حيال شريك حياتي بعيدا عن أسطورة والدي والامام.
فقال مستدركا : هههه أسعدك الله وثبت عليك العقل والدين
فقالت :
اممم لم أفكر بالأمر كثيرا ببساطة لأنه لا يهمني ، ولم أفكر يوما بالإرتباط بشخص قبل أن أصبح بالتسعين
اتسعت عينيه ووقف مصدوما ونظر إليها لبرهة ثم قال : تمزحين !
وهل تظنين أنك ستعيشين لهذا العمر ! ههه أطال الله بعمرك ، لكن من سينظر لك إن .. إن عشت لذاك العمر
فقالت بلا مبالاة : لذلك قلت للتسعين ، لأنني بالغالب لن أكون على قيد الحياة وإن كنت فلن يراني أحد وبالتالي سأظل عزباء
مشى سريعا وهو يهز رأسه بنفاذ صبر وقال : وضعك ميؤوس منه يا فتاة
ثم توقف ونظر بعينها بشقاوة وقال لها :
لكن ، لكنك وافقت علي!
وابتسم
فرفعت كتفيها بإستنكار وقالت وهي تنظر بعينه:
لم .. أفعل!
فسحب ابتسامته ورفع حاجبه ثم سار لجانبها
وقال وهو يجر قدميه :
دعك ممن سيرتبط بك..
ألا تحلمين بطفل !
فقالت :
لا أشعر بلهفة لتجربة الشعور ، فأنا أعشق الأطفال جميعا سواء أكانوا لي أم لغيري
أخشى أن أنجب طفلا ، ولا أتمكن من خلق مستقبل يناسبه ، وأخشى أكثر أن أنجب شخص أظل عالقة في ذاكرته ولا يمكنه أبدا تناسي وجودي ، أود أن أرحل كما أتيت بلا أن يخلف غيابي وجعا لأحد
قال :
هكذا تعيشين أنت !
ظلت تنظر إليه بلا أن تنبس بحرف واحد
جاءت أخته الصغير تناديهما للعائلة
فقال :
الأمر لا يتعلق بي ، ولا بك
لكني أشعر أن قوة جذب تعصف داخلي تدور في أفلاك دوامتك
أتعبتني من التفكير فيم قلت
بعثرت كل شيء داخلي وأحسست بفراغ مخيف داخلي بعد ما قلت
فابتسمت ورفعت أكتافها بقلة حيلة وقالت :
أن تظل معي أمر مت..
فقاطعها :
دعك مني المهم أن تتحملي صمتي وتعجبي وغرابتي عنك
أحتاجك وجدا
لكني اعتدت أن أحيا بطريقة جاهزة ومثالية جدا ، وأنت ضرب من الجنون ، فهلا صبرت علي قليلا حتى أتقنك..
أنثي_ولكن
ولكن من ~~
يعطيني هذا الأمان لانام بهذا النوم العميق في بيت
جديد علي ؟؟ ؟؟؟؟
بعيدة عن بيتي الذي قضت فيه 19 سنة و أهلي الذين نشأت بينهم و بمجرد نظرة يفهمون علي ماذا اريد و إذا غضبت يهرولون لإرضائي هذا أبي يشتري لي ما اطلبه و أخي يغرقني بالهدايا دون أن اطلب انا منه ..!!
انا المدللة ما الذي يجعلني لاترك كل ذلك و أتي معه لبيت جديد اهتم بي تطبخ و غسل بل و فوق هذا انا مطمئنة و واثقة أني نائمة بجانب رجل يتكفل بحراستي ؟ ؟
من أنت
هل تخون زوجتك و تدمر عائلتك؟؟ ؟
هل تخاف اللة قبل خوفك منها.....؟ ؟؟
يجول كل هذا بخاطري!
هل أنا على حق ام تراني وهماً فيما أراھ ؟ ؟؟
أ أخاف الحب ، أ أخاف مجيئي الربيع...!
لست أدري! !!
لكن قبل البدء...
الى رجل سأحبه ويحبني فيما بعد، وسيخذلني من أجل إمرأة آخرى، أريد أخبارك بأنك لم تجد قلباً يُحبكَ بصدقٍ كقلبي!
لا أقول هذا رجماً بالغيب، ولكن هناك علاقة أجلها بين الرجل والخيبة "
الممشى العريض
author-img

فارس العصر

فارس محمد _ كاتب مصري
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة