أين الظل
فِي ثَانِيَةٍ لَا ظِلَال تَظَلُّ وَلَا أَشْجَارًا مُثْمِرَةً لَا أَعْشَاشًا مَنْصُوبَةً وَلَا عَصَافِير تَغرَّدْأَتِىْ خَرِيف عَلَيْكَ طَوِيلٌ اَلْأَمَدِ يَا حَدَائِقَ اَلْإِنْسَانِيَّةِ ، لَا وُرُود تَقْطِفُ وَلَا رَوَائِحَ تَشُمُّ جَفَافًا أَتَاكَ مِنْ جَفَاءِ اَلْقُلُوبِ تَغَيَّرَتْ اَلْأَلْوَانُ أَصْبَحَتْ اَلْأَلْوَانُ مِنْ رَمَادِيٍّ وَأَحْمَرَ اَلْكُلُّ يَنْظُرُ اَلْكُلُّ حَائِرً كَيْفَ اَلذَّهَابُ إِلَى بَسَاتِينِ اَلْحَيَاةِ اِنْسَجَمْنَا مَعَ هَذَا اَلْخَرِيفِ أَصْبَحَتْ اَلْأَيَّامُ مُتَشَابِهَةً تَتَغَيَّرُ إِلَا فِي اَلْأَسْمَاءِ ، هَذَا كُلُّهُ مِنْ فِعْلِ أَيْدِينَا ، كُلُّنَا أَسْقَطْنَا تِلْكَ اَلْأَوْرَاقِ اَلَّتِي كَانَتْ تَظَلّ عَلَيْنَا مِنْ حَرَارَةِ أَفْعَالِنَا لَا نَدْرِي كَيْفَ يُصْبِحُ ذَاكَ اَلظِّلِّ لَا نَدْرِي . . . مُمَلَّكَاتٍ خُرِّبْنَاهَا أَفْسَدْنَا كُلُّ شَيْءِ لَنْ نَتْرُكَ أَحَدًا مِنْ مَمْلَكَةِ اَلطَّيْرِ وَالنَّحْلِ وَبُيُوتِ اَلنَّمْلِ أَفْسَدْنَا كُلُّ شَيْءٍ أَصْبَحْنَا غَيْرُ مَرْغُوبٍ فِينَا فِي هَذِهِ اَلْأَرْضِ ، فَنَحْنُ لَا نِطَاق فِي نَظَرِهِمْ ظَلَمْنَا كُلًّا مِنْ حَوْلِنَا فَهَنِيئًا لَنَا هَذَا اَلتَّغْيِيرِ . فَكَيْفَ نَبْحَثُ عَنْ اَلظِّلِّ........
بقلم الشاعر رضا بوقفة
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر