-->
»نشرت فى : vendredi 11 octobre 2024»بواسطة : »Aucun commentaire

للظلام حكاية / الزهرة العناق / مجلة الشعر العربي


  للظلام حكاية ...


الظلام ليس خصما للضوء، بل هو مهده الأول، وبذرة انبثاقه التي لا ترى إلا بأعين الذين أيقنوا أن السواد هو جزء من كل صورة مكتملة، وأن النهاية ما هي إلا بداية لرحلة جديدة نحو الديمومة.
للظلام حكاية أزلية جميلة، تقتحم شغاف الروح و تنساب كما يتسلل الليل في قلب الزمان. إنه الرفيق الأول للميلاد والأخير عند الرحيل، سترة لا تخلع، تلقي بظلها على كل شيء لتبتلعه. لكن، وراء تلك الكثافة الحالكة، ينبض معنى أعمق، سر قديم لا تكشفه إلا العين التي تجيد قراءة الظلال.
حين يلتقي الظلام مع القدر، ينسج من ساعات الليل حبالا تربط الماضي بالحاضر، وتفتح نافدة نحو مستقبل غير مرئي.
أسطورة الظلام ليست في غيابه للضوء فحسب، بل في حضوره الكامل الذي يحتضن جميع اللحظات الساكنة، يخبئها في ذاكرة الوجود، حيث لا يضيع شيء. فالألم و الدموع بل حتى الصرخات الخافتة التي لا صوت لها، تصبح فيه ذرات تحمل معناها إلى الأبد.
ننساب مع الأحداث اليومية كما تنساب الرمال تحت أقدام الأيام. و يقودنا الظلام بخطى ثابتة نحو الأفق، حيث لا نجاة من حباله.
الظلام ليس نهاية الحياة بل نقطة عبور، نكتشف من خلالها أننا لم نعد نهرب من كوابيس الليل و لا أي شيء من هذا القبيل، بل نسير نحو حتمية أعظم، نحو نور مستتر بين ثنايا العتمة.
الزهرة العناق
10/10/2024

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أكاديمية الشعر والأدب العربي الحديث 2014 - 2015