تَـقَــــدَّمَ عُـمْـــــري
تَـقًـــــدَّمَ عُمْــــرِي وَمَازِلْــتُ أبْــــحَـثُ
فَـخُضْتُ الْمَعَــارِكَ سِــــتْيْنَ عَـامَـــــــاً
وَفِي كِلِّ عَــــــــامٍ أخُــوْضُ الْمَعَـــارِكَ
أُفَتِــــشُ عَنْــــــكِ بِـعُمْــــقِ الْبِحَــــــارِ
بِصَحْرَاءِ سِــــيْنَــا بِوَضَـــحِ الْـنَهَــــــارِ
فَكُــــنْتُ أُحَــارِبُ عَـلَـــــــى جَبْهَتَيْــنِ
فَـــــــلا جَـدْوَى لِلْحَـرْبِ ولا انْتِصَــــارٍ
مُحَــــالٌ مُحَــــالٌ خَسَـــارَةُ أًنْـثَــــــى
مُحَــــالٌ مُحَــــالٌ مُحَـــــالٌ مُحَـــــالْ
كَـأنِّــــي أُحَـــارِبُ شَــــــبَـحَ الْحَيَــــاةِ
وَلَكِنِّـــي كُــــــنْتُ أحِـــــــبُ الْنِسَـــــاءْ
وَفِــي كُــــلِّ غَــزْوَهْ تَكُــوْنُ الْنِهَايَـــــةْ
خَســارَةُ زِيْــــــــرٍ أحَـــــبَّ الْنِسَــــــاءْ
فَـعُــدْتُ لِرُشْـــدِي سِـــتِّيْنَ عَـامَــــــــاً
وَقُلْـــتُ بِنَفْسِـــي سَأدْرُسُ سِـــــــــرَكِ
وسِـــــرِّ الْنِسَـــاءِ وَهَـــــذَا ابْتِـــــــــلاءْ
وَلَـــوْ كَـــانَ ذَلِـــكَ فِيْــــهِ انْتِحَــــــــارٌ
وَفِيْـــــهِ جِــــرَاحٌ كَمَــوْجِ الْبِحَـــــــــارِ
امْتَطَيْتُ الْسَفِيْنَهْ بِتِـــلْكَ الَمَـــــدَارِس
وَبَـعْـــدَ الدِراسَةِ طَـوَيْتُ الْسِـــــنِيْـــنْ
خَــرَجْتُ بِصِفْــرٍ بِخُفَّـــي حُـــــــــنَيْـنْ
فَـــكانَتْ نِهـاياتُ عُمْــري عَــــــقِيْمَـــهْ
وَفِـــيْهَـا جَـرِيمَـهْ لِجُـــرْمٍ عَــــــقِـيْــــمْ
وَفـــيْهَـا هَــزيمَـهْ وَفِيْهَــا انْحِصَـــــــارْ
فَقُــلْــتُ بِنَفْســي بِــدُوْنِ دَمَــــــــــــارْ
فَـــــــلا لِلْتَصَـــــــوُّفِ ولا لِلْـتَقَشُّـــــفِ
وَلا لِلْحُـــرُوْبِ بِحَضْـرَتِكِ أنْـــــــــــــتِ
لأنَّـــكِ أنْـــــــتِ سِــــــــرُّ وُجُـــــــوْدِي
وَسِـــرُّ الْحَيَـــاةِ وَسِــــــرُّ الْـعَمَـــــــــارْ
تَطِيْبُ حَيَاتِــي وَأنْـهِـــي اْلْشِـــــــجَـارْ
يَخْضَرُ عُـــوْدِي لِتُزْهِـــــرْ ثِمَـــــــــــــارْ
بِــرَبيعِ عُمْــري بِحَضْرَتِكِ أنْـــــــــــــتِ
فأنــتِ مَلاكِي وَسِــــــتُّ الْنِســــــــــاءِ
نَـعَــــمْ لِلْجُنونِ نَــعَــــــمْ لِلْجَمَــــــــالِ
فَعِطْـرُ الْنِســاءِ كَعِطْـــــرِ الْــــــــــوُرُوْدِ
لَبِسْـتُ الْنِسَـاءَ كَمِعْطَـفِ جُــــــــــــوْخٍ
لِأحْمْـي ضُلوعي بِبَــــرْدِ الْشِــــــــــتـاءِ
وَلَـمَّــــا أتَــــــى البَـــــرْدُ شَـــــــــدِيْـداً
والـزَمْهَـرِيْـرُ وَفَـصْــــــلُ الشِـــــــــتَـاءِ
تَأكَّـدْتُ أنِّــــــي لَبِسْــتُ الْعَــــــــــــرَاءَ
وَحَتَـى الْنِهَـايـهْ نِهَـايَــةُ عُمْــــــــــــرِي
مـازِلْتُ أجْهَـــلُ فَــــــكَ الضَفَـائِــــــــرِ
لَـــكِ يَــــا مَلاكِي لِسِـتِّ الْـنِسَــــــــــاءِ
وَفَــــكَ الْحُرُوْفِ الَّتِـــي حَيَّـرَتْنِـــــــي
بِسِــرِّكِ أنْـــــــتِ وَسِــــرِّ الْـنِسَـــــــــاءْ
قصيدة حرة بقلـم
الأديب الدكتور
الشاعر غازي أحمد خلف