قصة قصيرة
الطرف الجنوبي من المدينة
نشأ خالد في منطقة شعبية جنوب المدينة ويحدها من الجنوب حارة الغجر وهي حارة ضيقة جدا تحوي بعض البيوت القديمة المتهالكة وأعشاش صغيرة ورغم ذلك ستري سيارات فارهة وثمينة امام الأعشاش والبيوت الخربة ولا أحد يقترب منها بسبب تحذيرات الآباء فهي علي حد قولهم حارة موبوءة خارجة عن القانون والنظام وعمل خالد في عدة أعمال موسمية لكي ينفق على نفسه في التعليم بالجامعة وأبوه هو العامل المثالي في مصلحة الضرائب وخالد هو مطمع لكل فتاة وإمرأة لما يتمتع به من حيوية ونشاط ورشاقة ووسامة ملحوظة حتي تعرف عليها كانت من الغجر تتفجر أنوثة وجاذبية وجمال تعرف عليها في مطعم شهير يعمل به وتوطدت العلاقة حتي أصبحت عشقا حين تراها صباحا ستعلم جيدا أنها من الغجر وحين تراها ليلا ستظن أنها أميرة سليلة الملوك وبدأ خالد يتردد علي الغجر ويجلس ليتناول مع الرجال الحشيش في غرفة مغلقة يحرقون فيها المخدر تسمي الثلاجة ثم يستنشقون بخوره في البداية أرهقته التجربة ثم إعتاد عليها ثم عاش مع صابرة وهو إسمها في شقة فاخرة تملكها من التهريب والنصب وأمور أخري كانت شيطانة في الرقص والعشق والحديث كانت تحترف إثارة العشق والرغبات وأحيانا إثارة الغضب والجنون حتي إعتاد عليها وتسربت إلي دمه كالفيروس وسيطرت عليه كالحية الرقطاء الناعمة إعتياد إمرأة جميلة أقوي من عشق إمرأة جميلة حتي فاجأته يوما قائلة سأغيب عنك أسبوعا للعمل مع شيخ عربي ثري فما كان منه إلا وصفعها بقوة سقطت ضاحكة هازئة وقالت ستندم كثيرا علي هذه الصفعة ثم إنصرفت وعاد هو إلي بيت أبيه حزن الاب كثيرا حين رآه بحالة سيئة كان أكثر نحافة وهزيلا بدرجة ملحوظة وقد إنتشرت قصته وقال له كم قلت لك إياك وحارة الغجر ولم تمتثل ها أنت الآن تتجرع الندم والألم أهجرها يا بني ودعك منها هز خالد رأسه ثم ذهب إلي الجامعة ولكنه شعر بغربة وكأنه لم يكن يوما طالبا فيها ثم جلس مع سمية حبيبته السابقة بالجامعة والتي أشفقت علي هيئته قالت له لست أنت رد عليها العمر يجري والأقدار غالبة والإرادة تضعف عند العادة وأسرع إلي الفندق الشهير يبحث عن صابرة حتي وجدها في الجناح الخاص بالعربي الثري بادر بالتحية والتعارف ثم أمرته أن يحضر شرابا لهم نظر إليها شزرا ثم أطاع أمرها لقد أصبح أقرب إلي المسلوب وعلم أن الرجل إشتري الفندق وكتبه بإسمها وسافر الرجل وعاش خالد معها كالخادم داخل الجناح نسافر في عمل قالت له قال تهريب قالت نعم هز رأسه وسافرا إلي دولة أفريقية ثم باريس وتعددت سفريات التهريب وأصبح أنشط العملاء وهي أخطر العملاء تعرف علي الكثير من النساء في حقل العمل ولم يستطع التخلص منها وجلس يوما مع صديقتها بعد ليلة عشق وكانت اجمل منها ولكنه إستيقظ وأسرع إلي الشرفة وبدأ ينظر إلي المدينة وخاصة البحر والحي الجنوبي اقصد حي الشيطان أو حارة الغجر قالت مها لن تنساها أبدا أومأ بالقبول وقال فيروس في دمي حتي تم القبض عليه بقطع ألماس في جيب سحري بحقيبة السفر بالمطار وحين علمت صابرة أرسلت إليه المحامي الذي طمأنه قائلا ستخرج منها وبالفعل خرج وقام أحد المساكين بالاعتراف بالجريمة وأنه قد دس الماس له بالحقيبة دون أن يدري لا يعرف كيف خرج ولكن الغجر يملكون نفوذا يغلب القانون والنظام ذهب يائسا إلي أبيه وحمل حقيبة محملة بالأموال لكي يتركها له رفض أبيه وقال المال الحرام أنت أولي به ولكي تعلم تزوجت شقيقتك وأنت في الخارج فبدا لخالد أنه غير مرغوب به وأسرع بالإتصال بشقيقته وقابلها وسلم عليها وكأنه يودعها ثم أعطاها حقيبة الأموال بعد توسل وأوصاها بأبيه ثم بدأ في تنفيذ قراره فقد عرف أن صابرة ترافق ثري أسيوي الآن يعمل في تهريب التحف الأثرية وأسرع إلي الفندق ثم صعد إلي الجناح وركل الباب بقدمه فسقط ووجدها تتمرغ معه فأفرغ الأعيرة النارية فيها وأسرع الرجل بالفرار وإنفجرت الدماء منها وعلا الصراخ والعويل وجثا خالد علي ركبتيه وأخذ يقبل قدمها ويدها وهو يقول سألحق بك قريبا قريبا وماتت صابرة وتم الحكم عليه بالاعدام شنقا وفي يوم التنفيذ سار مع حراسه بالحلة الحمراء وهو يتمتم في طريقه لقد كانت تحبني كثيرا أكثر من حبي لها والفرق بيني وبينها هي تحترف الحب وأنا أحيا حبا هي تحترف العشق وانا أحيا عشقا كانت تستطيع الفصل بين العقل والقلب وأنا لم أستطع فقد كانت تملكني وضعوا الحبل في رقبته وتلا الشهادة ثم قال الشيخ ماذا تريد قال خالد أريدها هي قال الشيخ من هي قال الحياة الأخري والعالم الآخر ثم ساد السكون والظلام وسقط رأسه جنوبا
شريف شحاته مصر