مصر.. وخطيئة الغزاة _ فارس محمد
مصر.. وخطيئة الغزاة
مصرُ…
حين تفتحين فمكِ
تخرسُ الحناجر
وتقف الحروفُ منتصبة
كأنها تصلي في حضرة المعنى
أنتِ التي تمشطين التاريخَ
بضفائر النيل
وتكحلين وجع الشعوب
بكحل الصبر
تفتحين صدركِ لليأس
ثم تصفعينه
كما تُصفع الخيبة
في وجه المجد
يا ابنة الفراعنة
يا من وضعتِ على جبين الزمن
تاجا من طين ونبوءات
كلّ من ظنكِ تضعفين
سقط في حفرة الكبرياء
وابتلعته الأرض التي أنجبتكِ
مصرُ…
لا وطن يشبهك
ولا عشق يضاهيك
أنتِ الأثر…
والصوتُ الأول
الذي نطق به التاريخ
أنتِ الندبةُ التي نتعلم منها
والوجعُ الذي يعلّمنا
كيف نداوي العالم
وحين تبكين
ينكسر النشيد
وتتهاوى القصائد
من خشية دموعكِ
فمن ذا الذي لا يحبكِ؟
وأنتِ التي علمتِ الأرضَ
كيف تُنجب المعجزات
وفي يوم الحساب
حين تُسألُ الشمس
عن سر الضوء
وتنهضُ الجبالُ
لتشهد على صمودكِ
تلك اللحظة
حين يُكفّر الغزاة
عن خطاياهم
تُبقى مصر
ذاكرة لا تموت
ونبضَ الخلود
وصوتَ التاريخ
ونوراً في ظلمةِ الدهر
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات