حين يغيب الضمير _ فارس محمد
حين يغيب الضمير...
ويعلو الطغيان
ليس أخطر على الإنسان
من لحظة يظن فيها أنه اكتفى
أن المال سيحميه
وأن المنصب سيخلده
وأن قوته هي الحقيقة المطلقة التي لا تزول
في تلك اللحظة المظلمة
يتسلل الطغيان إلى القلب كالدخان
يخنق النور
ويغشي البصيرة
فيظن الإنسان
أن له الأمر والنهي
أن له الدنيا
وأن السماء لا تراه
ثم تنفجر الآية
كناقوس للروح الغافلة
وتقول له: كلا
لا أنت رب
ولا أنت خالد
ولا تملك شيئًا إلا بقدر الله
الضمير هو الصلة السرية
بينك وبين نور الخالق
هو الصوت الخافت في الزحام
الذي يهمس لك
قف... تراجع... هذا ليس طريقك
فإذا أسكته الطغيان
وغلبه الغرور
تحول الإنسان
من عبد إلى تمثال أجوف
يصفق له الناس
لكنه في داخله خاوي
يرتجف عند أول هزة
كم من طاغ ظن أنه فوق الحساب
فسقط فجأة
ليس لأنه أخذ غدرًا
بل لأنه نسي الله فنسيه الله
تأمل التاريخ
ما من طاغية بقي
وما من صوت غير مسار الزمان
مثل صوت الضمير
الضمير
ذلك الضوء الذي لا يُرى
لكنه يقودنا حين تنطفئ كل الأضواء
فإذا أطفأه الطغيان
ضلت الخطى
وتحول الإنسان إلى عدو لنفسه
قبل أن يعادي غيره
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات