-->
»نشرت فى : الأحد، 15 يونيو 2025»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

مصر _ فارس محمد


 مصر... حين تتكلم الارض

مصر ...
حين تنادي تصغي الحجارة لصوتها
وتنحني الريح احتراما لظلها
تمشي في الطرقات كأنها الذاكرة
تمسك بيد التاريخ
وتشير للغد بخطى لا ترتجف
ليست وطنا فحسب
بل لغة من نور
تتلى في مواسم الحنين
وتحفظها قلوب لم تزُرها يوما
لكنها احبتها بالفطرة
في مصر ...
ينام الفرعون على حجر الشمس
ويستيقظ الشهيد على نشيد الوطن
وتبكي الحقول فرحا
حين تمر عليها اقدام الفلاحين
مصر ...
هي وجع الجائعين إذا جاعوا
وفرحهم إذا امتلأت السلال
هي الزاد حين تقل الأقوات
وهي الحلم حين تضيق البلاد
صوتها لا يشبه
إلا صدى الله في الارض
نيلها دعاء
وجيشها عهد
وترابها صلاة على هيئة وطن
وأطفالها قصائد تمشي على قدمين
يا مصر ...
يا وجه الفجر
حين يتطهر من سواد الليل
يا نداء الأنبياء في برية العدم
يا آية لم تُكتب بعد
لكننا نرددها في سكون القلب
أحبك ...
لا لأنك أمي الأولى
ولا لأن ترابك يسكن دمي
بل لأنك وحدك
تعرفين كيف تصنعين من الانكسار
صمودا
ومن الدموع رايات نصر
وجنودك...
جنودك يا مصر
ليسوا رجالا فحسب
بل شرفات تطل منها السماء على الأرض
أذرع من نار
وقلوب من نخيل لا ينحني
في قلبك
رجال لا تنبتهم الأرض كما تنبت القمح
بل تخرجهم كما تخرج النار من الصخر
صلابة إيمانا ووعدا لا يخون
وجوههم سمراء من وهج الشمس
وأكفهم خشنة من احتضان البندقية
وعيونهم لا تغفو
إلا إذا نام الخطر على أطراف البلاد
هؤلاء
لا يكتبون الشعر
لكنهم ينشدونه بأقدامهم
التي تطأ شوك الحدود
وبقلوبهم التي تحفظ شكل الرصاصة
وتحضن شكل الوطن
جنودك ...
هم السطر الأخير في كل صلاة
والنبض الذي لا يخفت
حين تخوننا الحناجر ويخذلنا الكلام
يا مصر ...
طوبى لك بأبنائك
الذين إذا قالوا نموت فداء
كانوا يقصدونها
بلا استعارة
بلا خطاب
بلا استعراض
فقط حفنة تراب
ونداء
وسماء تنتظر العائدين
بقلمي
فارس محمد

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أكاديمية الشعر والأدب العربي الحديث 2014 - 2015