-->
»نشرت فى : الثلاثاء، 24 يونيو 2025»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

عتمة الداخل _ فارس محمد


 عتمة الداخل


لم يعد في القلب
متسع لصمت حقيقي،
كل الأصوات تتكلم بداخلي
لكن لا أحد ينصت…
كأن العالم صاخب حتى في سكونه
وكأن عقلي ارتدى جلباب الضجيج
ونفى عني القدرة على السكون
كنت يوما أغمض عيني فأرى
أمشي داخل نفسي
كما تمشي النسمة في الحقل
أستنشق حضور الله
وأبكي لأنني فهمت شيئا لا يقال
لأنني لم أكن أحتاج صوتا كي أصغي
ولا معنى كي أصدق
كنت أكتفي بنفسي
كأنني وطن صغير من النور
أما الآن…
فكلما حاولت التأمل
جاءتني الأخبار
والإشعارات
والذكريات
ووجوه كثيرة لا تشبهني
وصراخ يجب أن تفعل
يعلو على همس
دعني أكون
لم أعد أرى ما وراء الشيئ
ولا ما وراء وجهي
ولا ما وراء الوقت
كأنني أصبحت
شرفة تطل على خواء
أحدق في العالم
فلا أراه
أحدق في نفسي
فأضيع أكثر
كأنني أعيش في رأسي فقط
لا في قلبي
ولا في السماء
التي كنت أراها ذات يوم
وأنا مغمض العينين
السكينة كانت هناك
في لحظة بلا لغة
في دمعة تسقط
من روح فهمت فجأة ما لا يُفهم
أجلس أمام النافذة
ولا أرى سوى زجاج
يعكس ملامحي المتعبة
أين الغيوم التي كانت تحادثني؟
أين الرؤية؟
أين الله حين كنا نتأمل فنبكي؟
أنا لست مشغولا
أنا فقط عاجز
عاجز عن العودة إلى عمقي
كأن هناك بابا قد أغلق
وأنا نسيت المفتاح
في عهد آخر
حين كنت إنسانا
يصغي للسكينة
ويؤمن أن الصمت بابٌ
لا يُفتح إلا لمن تطهر
من الضجيج الخارجي

بقلمي
فارس محمد

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أكاديمية الشعر والأدب العربي الحديث 2014 - 2015