قربان الروح _ فارس محمد
قربان الروح
عيد يقبل
فتتهلل الأرواح وتفيض العيون
بدعوات لم تنطفئ
تتزين الأيام بثوب الطهر
ويصير العمر سجدة طويلة
عند باب الرحمة
يا عيد الأضحى
جئت والنفوس تحمل على كاهلها شوقا للأمان
وعيونا تنتظر بسمة من السماء
جئت تعلمنا أن التضحية ليست خسرانا
بل طريق يعبر منه النور إلى القلب
يا عيدا تهفو إليه القلوب
تزهر الأرواح كما لو أنها تذوقت طعم الفداء
كأن سكينة إبراهيم حين رفع السكين
تتنزل علينا بسلام
وكأن الكبش لا يزال يُذبح
فتُذبح معه كل أوجاعنا
نقبل جبين العيد ونرفع أكف الدعاء
نصافح الفرح رغم الأحزان
ونقول للغائبين
عيدكم بين قلوبنا حاضر
وفي الذكرى أنتم النور والحنين
يا رب اجعلها أياما من القرب
ومرايا لطف
واجعل لكل قلب مضح بهجة
ولكل محروم نصيبا من فرح السماء
واجعلنا ممن يفهم معنى الفداء
لا في الذبح فقط
بل في كل عطاء خفي
في كل صبر صامت
وركعة في ليل لا يسمعها أحد
في دمعة تسيل على خد فقير
وفي يد تمتد بالعون دون أن تنتظر الشكر
علمنا يا رب أن العيد ليس زينة نرتديها
بل صدقا نحمله في قلوبنا
وأن القربان الحقيقي
هو أن نقدم منا… لا عنا
أن نمنح المحبة
ونغفر وننسى الألم
فإن كان لإبراهيم قصة مع الكبش
فلنا نحن حكايات طويلة مع الصبر والرجاء
كل عام…
ونحن نتعلم كيف نضحي لنرتقي
وكل عام…
والقلوبُ تسير نحو الله
خفيفة نقية مطمئنة بذكر الله
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات