نبيذ الغياب _ فارس محمد
نبيذ الغياب
حين التفت
لم تكوني هناك...
لكن عطركِ
كان يلوح لي
كندبة
أبت أن تبرأ
خطاكِ
ما زالت تمشي
في دهاليز ذاكرتي
كأثر صلاة
على سجاد الانتظار
وصوتكِ
يقطر من جدران وحدتي
كالمطر حين يختلط بالحنين
فيرتجف فيه الهدوء
وتنزف منه المسافات
أجلس في الزاوية
التي اعتادت ظلكِ
وأرسم على جدار الغياب
ملامحكِ
بأنامل أرهقها التوق
كل الأشياء
ترتدي ملامحكِ
حتى الهواء
صار يهمس باسمكِ
كلما تنفستكِ وحدي
أعرف
أنكِ لن تعودي...
لكنني أكتب
كما لو أن الحرف
بوابة رجوع
وكأن القصيدة
ركعة أخيرة
في معبد حضوركِ
وأدرك...
أن من تترك خلفها
هذا الكم من الحنين
لا تُمحى...
بل تسكننا ...
كما يسكن النبيذ العتيق
كأس الانتظار
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات