[منهم العرب، والأعراب]
بقلم الأديب اليمني /نجم الدين خالد المصرفي
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد، مقالتي لهذا اليوم لغوية بحتة من النوع الفريد ذي الجدل الكبير سأتحدث عن مفردة غيرت مجرى كل سكان الجزيرة العربية وأعراب بلاد الرافدين ومصر والمغرب العربي ودول القرن الأفريقي، هذة المفردة هي (العرب، الأعراب).
*منهم العرب؟
* العرب هم اليمنيون القدماء وسموا بالعرب لأنهم أول من تكلم العربية ك(لسان) لا (لغة).
* وسموا أيضاً بالعرب نسبة للتبع الحميري(يعرب بن يشجب بن قحطان بن هود عليه السلام)
* أهل اليمن هم أصل العرب والأعراب هم من اختلط بهم.
*منهم الأعراب؟
*الأعراب هم كل من ليس يمني جالس أهل اليمن وتعلم لغتهم لا (لسانهم)
* الأعراب هم من اختلط بأهل اليمن الذين نزحوا إلى بلاد الرافدين ومصر والمغرب العربي والقرن الأفريقي فتعلم لغتهم لا (لسانهم)
*أدلة من القرآن الكريم :
يقول الله تعالى : (وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا).
ويقول الله تعالى : (الأعراب أشد نفاقاً) .
في هاتين الآيتين الكريمتين الله تعالى يخاطب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل نجد والحجاز وهي (دول الخليج العربي) حالياً، مبيناً ذلك بقوله تعالى (الأعراب)، بينما تحدث عن القرآن الكريم بقوله تعالى (إنا أنزلناه بلسان عربي مبين)ويقول (إنا أنزلناه قراءناً عربياً)
نضع خطاً عند قوله تعالى (لسان عربي)، واللسان في اللغة العربية معناه (اللغة)، بينما اللغة في اللغة العربية تعني (اللهجة)، فيقول البلاغيون والصرفيون مثلاً في ذلك:
(في نائب الفاعل وتصريف فعله الماضي، فمن( قال محمد قولاً) يقولون عند حذف الفاعل (قيل قولٌ)بلغة أهل الحجاز، و(قُوْلَ قولٌ) بلغة بني تميم وهي نادرة عندهم.)
فاللغة هي اللهجة، واللسان هو اللسان.
3_ إذا ما راجعنا كتب المحدثين الذين رووا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سنجد وبكثرة قولهم(جاء رجل أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودخل رجل أعرابي، ومر أعرابي)، بينما سنجد حديثهم عن أهل اليمن بقولهم (جاء رجل من أهل اليمن، وقدم رجال من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يذكروا قط أنه (جاء أعرابي من أهل اليمن).
*ما سبب أن أهل اليمن أولى بوصفهم( العرب) من غيرهم؟
1_يقول الله سبحانه وتعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) إذا ما راجعنا وفتشنا قواميس التاريخ سنجد أن (الأعراب) لم يكونوا أمة أبداً بل كانوا يتقاتلون لمئات السنين لأشياء تافهة جداً كحرب(داحس والغبراء) بل حتى أنهم لم يكونوا دولة قط فكان الأعراب عبارة عن بدو رحل حيث ما وجدوا الماء وضعوا رحالهم.
في حين قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمئات بل آلاف السنين ستجد أن اليمن دولة ذات سيادة واستقلال ونظام ودستور وحضارة بل أنه بلغ مستوى التحضر في أهل اليمن إلى مستوى تنصيب الملكة (بلقيس) ملكة على عرش سبأ، بينما كان الأعراب يئدون البنات ويتشامؤن منهن.
2-
* دخل الأعراب في دين الله تعالى مكرهين ومرغمين فإما دخلوه بالحرب وإما دخلوه بالإرغام على كبريائهم بل حتى أنه حدثت العديد من الغزوات والمعارك في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما بينه وبين الأعراب كأحد وبدر وحنين وفتح مكة والذي أسلم في فتح مكة المكرمة كفارها بعد إطلاقهم فيقول الرسول صلى الله عليه وآله :(إذهبوا فأنتم الطلقاء).
* بينما آوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونصره قبيلتا ( الأوس والخزرج)، القبيلتان اليمنيتان، ودخل أهل اليمن في دين الله الواحد برسالة لا غير فما قاتلوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يؤذوه بل نصروه وكانوا له مددا حتى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما وصله خبر دخول أهل اليمن في الإسلام (سجد لله تعالى سجدة شكر وقال : سلامٌ على همدان وقالها ثلاثاً)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في أهل اليمن (إذا اشتدت بكم الفتن فعليكم باليمن الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان).
وفي الأخير لم أذكر سوى القليل من الأدلة وشقصاً من البحث في هذا الموضوع ولو توسعتُ لأملئت جعابكم الكثير والكثير من المعلومات والفوائد والدلائل حول مفردتي (العرب، الأعراب) وكان هذا بمقدروي راجياً الله تعالى القبول والرضا والتوفيق.
[مقال] (منهم العرب، والأعراب)
[النوع] (لغوي بلاغي)
[الكاتب /نجم الدين خالد المصرفي]
[بتاريخ الأحد 29 من شعبان 1445ه 10/3/2024م]