JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

هل رحلت طفولتي / إيمان جمعه رمضان/ مجلة الشعر العربي



هل رحلت طفولتى بكل مافيها 
لم اعهد نفسي طفلة كباقى الأطفال ربما كنت على شفا حفرة من التوحد والانطواء ليس لشيء سوى أنى نبت فى مجتمع يعشق التنمر ويميز بين البشر 
اعترف لم تكن طفولة سعيدة فكثيرا ماكنت وأنا ابنة السادسة من سنوات الحياة باكية حزينة
حتى أنى كنت أعانى من أمراض نفسية وعضوية 
حتى محاولات أبى ليخرجنى من هذه الدائرة فى بعض الأوقات تبوء بالفشل..
 هل تمييز لونى إعاقة فى مجتمع يرى سوادى صفة من صفات العبيد 
ترى كيف تخطيت تلك المرحلة البائسة 
سنوات الطفولة الأولى لم أكن اعى من اكون ولم أعرف كيف استمد شعور الثقة بالنفس فكانت غرفتى وريشتى وألوانى هم اصدقائي 
وتشاء الأقدار أن احظى باهتمام مدرسينى وتشجعيى على المواصلة والفضل كان لوالدى الذى لم يفتىء عن تذكيرى باننى موهوبة وذكية 
قررت رغم صغر سنى وقتها أن اميز نفسي بنجاحى وتفوقى وموهبتى 
تخطيت سخرية زملائى ونظرات الشفقة على مظهرى المهمل بالعمل والمواظبة أن أكون ذات ادب وحياء وعلم أن أنظر إلى نفسي من الداخل أقوى عزيمتى على التفوق والنجاح 
ومع مرحلة المراهقة تغير كل شىء لم اعد اعير عبارات التهكم والسخرية أى اهتمام حتى فرضت نفسي كونى ذات عقل راجح هادئة الطباع شديدة التحمل والصبر وتميزت حتى تسابقت زميلاتى لتكونن مقربات منى 
وتمضى السنوات ويزداد شعور الثقة بالنفس يعلو دون غرور أو تكبر 
رحلت طفولتى التعيسة لانى كنت أراها تعيسة 
وصارت حياتى جميلة لأنى أردت أن اراها جميلة 
والآن عندما أسئل هل تتمنين أن تعودى مرحلة الطفولة أجيب ..لا .
لأنى الآن أعيش مرحلة الطفولة النقية التى لا يشوبها أى حزن أو قهر 
أنا_الآن طفلة بكل برائتى ومرحى بكل عفوية وتلقائية 
وكما يشعر الطفل بأنه فى امان فى وجود أبويه 
أنا الآن الطفلة التى تشعر بالأمان وهى محاطة برعاية الله 
طفولتى لم ترحل بل عادت 

بقلمى ايمان جمعة رمضان
الاسمبريد إلكترونيرسالة