JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحرب ليست نزهة ٠٠!! السعيد عبد العاطي مبارك الفايد / مجلة الشعر العربي


 الحرب ليست نزهة ٠٠!!

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠
-------------------------------------
عندما نتأمل بعض المفردات في معادلة الحياة نتوقف مع الإنسان في الحرب و السلم خلاصة تجربة الوجود هكذا ٠٠
و من ثم يظل الصراع المادي و المعنوي بين بني البشر بداية من الفرد و المجتمع و الدول و الأمم و الشعب ٠٠
فالحرب دمار و عداء و الأمن سلام و بناء و الفيصل هو الحب و الجمال و العمل و الُبعد عن المشكلات ٠٠
و نعود إلى ما بعد الاحتلال الأجنبي للبلاد و لا سيما الوطن و الاستعمار الانجليزي و الفرنسي و الإيطالي و العثماني ٠٠ هلم جرا ٠٠
و عن طريق الحركات التحريرية و المقاومة الوطنية توقف الغزو مع انتهاء الحرب العالمية في الشرق و بقيت بذور الحرب الباردة بين الأمريكان و الروس ٠٠
لكن تم زرع شوكة لقيطة في ظهر العروبة بمثابة خنجر يطعنا ألا و هى الصهيونية متمثلة في الكيان الإسرائيلي في فلسطين المفترى عليها منذ فجر التاريخ ٠٠
بمباركة من دول العالم كي يسيطروا على مقدرات الوطن عربي بلا شك وجدال ٠
و تحمل الشعب الفلسطيني كل الجراحات و معه بني العروبة و الإسلام حقيقة ٠
و تكبدت مصر القسط الكبير من الفاتورة منذ ٤٨ حتى كتابة هذه السطور اليوم ٠
إيمانا منها بحق فلسطين و دور مصر العظيم في استقلال المنطقة ٠
كما ساهمت دول الخليج في دعم دول المواجهة الخمس فلسطين سوريا مصر الأردن لبنان ٠
ودفع الخليج المبالغ الطائلة لفلسطين في الحرب و البناء و التعمير و المعيشة و التعليم و الصحة و العمل داخليا وخارجيا ٠٠٠
و لكن نكران الجميل عند الكثير في أمتنا العربية و الإسلامية مصر يسيطر على المصالح و نكاية في الأنظمة و الحكام و هذا واضح و جلي ٠٠
و نشاهد الانقسام الفلسطيني نفسه المستبد الذي وسع هوية الشقاق و الاختلاف الداخلي و العربي أمام الجميع حكومات بلا وطن ٠٠!٠
وحانت الفرصة أيام الزعيم السادات ورفضتها الفصائل الفلسطينية و الجانب السوري و الأردني و اللبناني بل تم حشد جبهة الرفض تقودها الأنظمة و يقدمها صدام حسين ٠
و نختصر المشهد تاريخيا للأحداث تم تخطيط مصيدة للعراق مع إيران و تمويل الجماعات و التيارات و دعم مراكز حقوق الإنسان و غيره و الهجوم على افغانستان بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ٠
و التخطيط لتقسيم خريطة الشرق الأوسط الجديد و تقزيم الدول و فك جيوشها مع الربيع العربي في موجات ٢٠١١ م ٠
و تشرذمت الأمة و حدث انفصال في الدول و احتدام التيارات و الفصائل وسقطت الأنظمة و مجابهة مصر المحروسة الجائزة الكبرى حتى يتم تنفيذ كل ما يريده الغرب تحت جيوش حلفاء أمريكا ٠
و عادت روسيا القوية فماكان من هؤلاء إلا قذفها عن طرق أوكرانيا ودعهما لأنهاك روسيا و تتفرغ الساحة لأمريكا و حلفها و المحافظة على دولة إسرائيل الكبرى لاحقا ٠
و انشغل العرب بمشاكلهم الداخلية و الطائفية و المذهبية و العرقية ٠٠
و تبني التشكيك و التخوين و الحصار الاقتصادي و غض النظر عن إيران كي تكون بعبع في منطقة الخليج و تمدد أذرعتها من الحرس الثوري في العراق و سوريا و الحوثيين في اليمن و حزب الله في لبنان و الفصائل في فلسطين ٠٠٠
و يجعلون فلسطين مسرح الأحداث فجأة تندلع الحرب و المقاومة المشروعة كل فترة فيتم هدم وحرق و بناء مستوطنات جديد و توغل في القدس و غزة ٠٠
و الطامة الكبرى حرب السودان و الاضطرابات في ليبيا بين بنغازي و طرابلس و الحرب الأهلية في بلدان عربية صراعات لا تتوقف ٠٠
* الخلاصة :
كلنا نحب فلسطين قلبا و قالبا صغيرا و كبيرا دون مزايدة أو تخوين فالقضية قضية مصير ٠٠
لكن هذه الكلمات سوف تُغضب الكثير فنحن ننحي العاطفة جانبا الآن و نحكم العقل لحل اللغز و المأزق ٠٠
هل حسمت و حسب المقاومة حماس و من معها حجم الخسائر المتوقع و هل نسقت مع دول و اين يذهب شعب غزة عند المعارك و العلاج و الغذاء و الكهرباء و الماء و المدارس و المستشفيات و هل الطريقة المُثلى للحرب الاحتماء في الأنفاق و ترك الناس في المدن و الشوارع يتلقون الحرق و القتل شعب أعزل كل بضع سنوات عجاف يشعلون فيهم النيران و الحصار ٠٠
أظن الوقت غير مسموح به و غير مُهيء حيث انشغال الدول العربية بمشاكلها ٠٠
و لم يستطع كل في بلده حل أزماته من باب أولى ٠٠
ثم التيارات و من على شاكلتهم يصرخون و يلعنون الحكام و العرب و يصبون جام غضبهم على مصر و الامارات و السعودية ٠٠
أين باقي الدول العربية و الإسلامية؟!
مجرد شعارات و أبواق فقط ٠٠
لقد قدمت الدول الثلاث جهود مادية و معنوية دون الالتفات إلى الشتائم و الهجوم غير المبرر ٠٠
حماس لم ترحم شعبها و لم تقدر الموقف و لم تحسب المكسب و الخسارة و اختارت قرار في غير محله دون ترتيب الأولويات و النتائج المترتبة على حجم الخسائر ٠٠
هل المطلوب أن مصر تحارب لوحدها العالم الذي يتربص و يتأبط بها شرا عند النزال من كل حدب وصوب ٠٠
و ماذا تفعل السعودية و الإمارات وأمامها المشهد المحدق بها من إيران ٠٠
يا من تتكلم حكم النتائج أولا فسوف تكون هناك بضع دول مثل فلسطين ليس الموضوع كلام و السلام و خطب و شعارات و ترديد جهاد ٠٠
ماذا فعلت تركيا و إيران و الجزائز و تونس و المغرب و غيرهم ٠
إيران تغازل أمريكا و إسرائيل و تشغلهم عن نفسها وسط تمرير مشروعها النووي و تخدم أمريكا عندما تصور نفسها بعبع الخليج و المهيمن على العراق و سوريا و لبنان فيتفاوضون معها و يستفدون من تلك الأوهام على حساب الخليج ٠
* مثال تطبيقي :
عندما ضرب حزب الله في جنوب لبنان إسرائيل في ٢٠٠٧ بعدة صواريخ الكل هلل بمباركة الانتصار في المقدمة ثم كانت الكارثة ٠٠
و عندها شاهدت صحفي يسأل الرئيس مبارك :
لقد فعل حزب الله و حسن نصر الله ما لم يفعله الكثير من الدول مجتمعة ؟!
فما كان من رد الرئيس مبارك متعجبا منه و من عدم تقدير الموقف بالمكسب و الخسارة فقال له :
عن أي انتصار تتحدث يا ابني
صاروخين فشنك و عدة طلقات مدافع و كم طوبة و حجر ؟!
هناك فرق بين ميلشيات و دول تستخدم ساحات الحروب و جيوش منظمة و دراسة موقف وتخطيط و حماية شعب و مؤسساته و توفير كافة الاحتياجات ٠٠
أنظر إلى هدم المطار و نسف الطرق و قطع محطات الكهرباء التي عملتها مصر للبنان عدد ٢ محطة و كيف تم تعطيل الحياة في الجنوب اللبناني الذي هو قطعة من الجنة ٠٠
يا ابني انا رجل جيش اعرف الحرب كويس منذ ٥٤ و ٦٧ و الاستنزاف و ٧٣ و كله دمار و بالسلام أخذنا حقوقنا و بالمفاوضات فيه طُرق كثيرة للمعالجة بعيدا عن التهور ٠٠
نحن نسعى لتوفير الأمن و الرخاء لشعبنا و إيجاد مشروعات عمل و بناء و تعمير و نعطي الأراضي مجاني للمستثمر و رجال الأعمال و نسهل لهم المرافق و غيره من إعفاءات علشان يوفروا فرص عمل للشباب ٠٠
اضيع كل هذا بقرار غير مدروس و ظروف غير مناسبة ٠٠
الحماس ليس حلا ٠٠٠
ثم قال له شكرا يا ابني و انصرف ٠٠
هذه صورة عالقة في ذهني أتذكرها الآن حية مباشرة
فرق بين التهور و الشجاعة و الحكمة و المعالجة ٠٠
و أخيرا نتمنى النصر و الأمن لفلسطين و شعبها و نأمل أن نتوقف عن المتاجرة و الشعارات الدينية و القومية التي لا تقدم الحلول إلا الصراخ و البكاء و عدم المكاشفة و المصارحة و تقيم المواقف و النتائج الناجمة عن الحرب غير المتكافأة و جعل الشعب الأعزل دروع بشرية في المواجهة و الأطفال و النساء و الشيوخ ٠٠
ثم سب مصر و السعودية و الإمارات ٠٠
بدل الاعتراف بالأخطاء و المعالجة من جديد
كل بضع سنوات يتم قتل الشعب الفلسطيني بتصرف غير منطقي و غير ملائم شكلا و مضمونا نحن نتمنى التحرير لكن الوطن العربي كله الآن عنده ما يشغله نفسي نفسي فلا وقت للتهور و ليت الانقسام الفلسطيني يتوقف و المصالحة الحقيقية و تغليب الحلول لفض الصراعات دون التعنت و تبني طرفا على طرف من بعض الدول لعرقلة الحلول الجذرية ٠٠
فيا سادة :
الغرب و أمريكا هم إسرائيل و نحن في فترة عصيبة تحتاج إلى صبر و إعداد و تأهيل و الدفع بالقضية في المحافل الدولية ربما تنفرج الغمة مؤقتا ٠٠
و تحية للشهداء و لكل حاكم يحافظ على شعبه و لا ينجر إلى النداءات غير الملزمة حتى لا تتفكك و تتحطم ما بقى من الدول على الخريطة ٠٠
حفظ الله البلاد و العباد و أهلك أهل الفساد ٠
و على الله قصد السبيل ٠
الاسمبريد إلكترونيرسالة