باتت مهجورة
---------------
كانت ليلة دافئة من ليالي الشتاء الباردة، جلست بشرفة منزلها تناجي القمر، بسمة السعادة لهمومي وأحزاني ،فهل تستطيع أن تذكرني بيوم واحد مما مضى مع أقرانها وخلانها، ولم تزل تناجي القمر بمثل هذا المنجاة من قبل ،حتى رأته يلملم ضوئه مع بزوغ الفجر، فودعته وداعا جميلا، واتكأت على مضجعها تحن إلى أيام الصبا وما تحويه من عبق الذكريات والأيام السعيدة المعدودة في حياتها وقد بلغت من العمر كهولته، لكنها مازالت تحتفظ بقلب طفلة ، تخرج الصور من ألبومها الشخصي وتلمسها تارة بيدها وتارة أخرى بشفتيها. أدعوك يا من هبطت من السماء يا ملاك. لنحيا بجنة العشق التي باتت مهجورة. و انه آتى لا محال ، محولا الفيافي النائية إلى جنة خضراء. فقلبها ظل وفائيا له وهائما به وأنه لن يتيه كثيرا عنها . نعم ملامحها لم تغيرت كثيرا عن أخر مره قابلها .عيناها بلون السماء الصافية ومازالت تحتفظ بلمسة من الجمال. لكن اصبح شعرها بلون ثلوج الشتاء التي تكسو أعالي الجبال, تحلم به ليلا ونهارا. ليعود ليغسل أدرانها..
تمت في/2/4/2024
===================
الأديب/ حسن عبدالمنعم رفاعي