"كانت ليلتي حبلى بالمطر"
قصيدة للشاعرة السورية نبيلة متوج
قراءة نقدية محمود البقلوطي
شاعرة رومنسية عاشقة حاكت من حروفها أجمل قصائد الغزل مدثرة بعباءة الرقي والجمال عذبة المشاعر تتهادى كجدول أنيق تروي المشاعر معاني و قصيد دلال انثى عاشقة تعرف كيف تعزف على أوتار القلب كلمات أشهى من الشهد وأحلى من السكر. تصف أحاسيس امرأة عاشقة بدقة رائعة عزفت على أوتار الحب والاشتياق والحنين لحبيب سكن شغاف القلب ولحاف الوتين. قصيدة حروفها زخات عشق وصبابة رقصت لها القوافي منتشية بجمال المعنى وعطر الدلالات فاحت روائحها بحب مجنون ساكن في كينونة الذات ولحاف الوجدان..
نسافر الان في تفاصيل القصيدة ونبدأ بعتبة العنوان كانت ليلتي حبلى بالمطر. جملة فعلية بدأت بفعل ماضي كانت لتعبر عن ان الحدث (ليلتها الحبلى بالمطر) قد انتهى بعد هطول غيمتها الحبلى بزخات كلمات الحب التي امتزجت بروائح عطر الحبيب وتغلغلت في كأنها وعبرت عنها في مطلع القصيدة
عندما مر عطرك تغلغل في مساماتي
تمتززج مع كريات دمي
وابرق في دمي.. شهابا خاطفا
وأنت.. انت ارهرت "برتقال ونسرينا
وبنفسجا" يسوع خارج الفصول.
بعد هذا والاستهلال تستعمل الشاعرة أفعال الأمر (دعني، دع، دعني) مخاطبة طيف الحبيب الذي استحضرت في لحظة تجليات صوفية عاشقة عبرت عنها
احاسيس رقيقة مرهفة معبرة عن مجارات وانزياحات شعرية تفننت الشاعرة في انتقاء الكلمات للتعبير عن الحب الساكن في كينونتها ونبضات قلبها الخافق العاشق
"دعني اتنفس فيك اثمل من عطرك
دع الحورية الحمراء تبحث بعطزها
للطاائر المغني حيث اللحن يسترسل"
.........
".دعني احلم في ليلتي
بقمر لا يعرف الأففول........
وأنت تعطل على بيدائي سربال من السحاري، تتراقص على افنان خيالي، تاوي إلى ظلالي قمرا اتعشقه سمفونية حب خالدة
تنهمر دوما علي مع قطرات المطر"
.دام روعك ونبض حرفك الخافق العاشق لجمالية الحرف ولعمق المعنى والدلالات.
نص القصيدة
كانت ليلتي حبلى بالمطر
عندما مر عطرك
تغلغل في مساماتي
امتزج مع كريات دمي
وأبرقَ في دمي..شهاباً خاطفاً
وأنت ..أنتَ
أزهرتَ برتقالا"ونسرينا"
وبنفسجا" يضوع ُخارج الفصول .
..................
دعني أتنفس فيكَ،
أثمل من عطرك
دون دنان خمر ونبيذ .
دع الجورية الحمراء
تبح بعطرها
للطائر المغني
حيث اللحن يسترسل
نغماً عذباً تارة ً، وحزيناً تاراتٍ آخر.
دعني أحلم في ليلتي
بقمر لايعرف الأفول
يأتي الى عالمي بإيماءة ٍ،
أو غمزة عين .
عندها تتأنق النجوم
تتألق في مهرجان المواعيد.
حيث الضياء
وأنت تهطل على بيدائي ،
سرباً من الشحارير ،
تتراقص على أفنان خيالي
تأوي الى ظلالي..قمراً أتعشقهُ
وسمفونية حب خالدة تنهمردوماً عليّ
مع قطرات المطر ..
بقلمي نبيلة علي متوج