JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

القدر /حسن عبدالمنعم رفاعي/ مجلة الشعر العربي

 
القدر
===========
كان أمجد مولع بالرسم و التصوير. ولذلك قرار بعد الانتهاء من دراسة الجامعية أن يحقق حلم بافتتاح استديو خاص به. وفى احد الايام وهو مستغرق في تأمل احد اللوحات التي يرسمها لها. فكانت صورتها أكبر شاهد على حبها.. تذكرت ذلك الحادث المؤلم الذي أصابها؟ وفي  احد الأيام وكانت على موعد معه استيقظت مُبكرًا، خرجت مسرعة تسبقها الأحلام الجميلة للقاء حبيبها ، فلم تأخذ حرصها  من الطريق فصدمتها سيارة مسرعة. صرخة وتجمع حوله الجميع، وسارعوا بنقله إلى المستشفى، وقاموا بالاتصال به وأخبروه بما حدث، ادرك صديقها فورًا ولكن كانت فارقت الحياة فلم يستطيع أن يودعها الوداع الأخير فكان ضميره يأنبه ويحمله مسئولة ما حدث لها. فلولا موعدها معه لما حدث لها هذا وفقدها للابد، وخرج بعدها هائمًا على وجهُ لا يعرف أحد إلى أين فطاف بجميع الأماكن تواجد بها معا حتى لو كانت بالصدفة. أمسك بصورتها واحتضنها بقوة وهزها بعنف وصرخ .لماذا !.. كل شيء منها كان يسعدني حتى ابسط الكلام. !وتنبه على صوت يلقى عليه تحية المساء . رفع رأسها بوجه شاحب بائس لم يعد يشبه. إلى أعلى كانت جميلة ، عيناها الواسعتان برموشهما الطويلة ،ووجهها الحنطي المستدير، وشعرها الفاحم الطويل ، أنيقة في الملبس! قالت بصوت رحيم وهى تنظر للصورة هذه حبيبتك يا ترى أين اختفى ذاك الجمال البدويّ النقيّ . فأدمعت عيناها وقال:- لا أدري كيف أحببتها وأحبتني، ليس الحب قدر. وغاص في تفكيره كان اللقاء صدفه هي لا تعرفني جيداً ولا أنا . تلاقينا بنظرة وابتسامه وحديث صامت بالعيون . بدأت تهتم برسماتي و لأوراقي المبعثرة هنا وهناك . وعندما تغيب عنى أبحث عنها بين اللحظة واخري . هي تتلهف لأي أشعار وكلمات مني. وانا أموت عذاباً ان لم تلحظ كلماتي. هي تتهادي هنا وهناك وانا أراقبها عن كثب وهذه حكايتنا لا نجتمع ولا نفترق فقط من بعيد لبعيد نهتم لبعضنا ونتعاتب ونتغزل ونصنع حُباً وعمراً كم أعشق لحظاتي معها وحديث الصمت يا سرابي. كانت أقرب لى من أطراف أصابعي وام الان أبعد لي من بُعد السماء رغم انها لا تفارقني. تملكها الحزين الشديد وفضاضة عيونها بالدموع ومضت من حيث آتات في صمت..
تمت في 19/4/2024
=================
الأديب/ حسن عبدالمنعم رفاعي

الاسمبريد إلكترونيرسالة