خسارة
بقلم شريف شحاته
مصر 6 أبريل 2024
بسبب حالته الصحية قررت المؤسسة
الشهيرة إحالته علي المعاش المبكر مما
أصاب الدكتور الجامعي بالإحباط واليأس
فقد أنفق كل أمواله في زواج إبنته وتعليم
ابنه في الخارج والمعاش لن يكفي لن يكفي
أرسل الكثير من شهادات خبرته إلي العديد
من المؤسسات وحال سنه ومرضه دون القبول
حتي جاءته رسالة بالحضور إلى مبني مؤسسة
عالمي شهيرة بالإستثمار في المنطقة وبالفعل
ذهب في الموعد كان المبني في غاية الفخامة
والأناقة يكاد يكون بأكمله من الزجاج المانع
للصوت والعاملون في غاية الأناقة والعمل
الدؤوب شعر بالدهشة كيف لهذه المؤسسة أن
تقبل به وهو في هذا العمر والحالة المرضية
إنتظر خارج مكتب رئيسة المؤسسة بالشرق
الأوسط وأخذ ينظر إلي العاملين بمكتب
السكرتاريه والمتابعة الخاصة بها الكثير من
الشباب والفتيات الذين يتسمون بالنشاط
والتركيز الشديد حتي سمحوا له بالدخول
وبالفعل فتح الدكتور الباب الزجاجي وإنبهر
بأناقة وفخامة المكتب وجمال المسؤولة
وأناقتها قالت تفضل بالجلوس سيدي قال
العفو العفو يا فندم ضحكت ثم قالت له ألا
تذكرني رد لا قالت أنا كنت الطالبة المتفوقة
في كلية التجارة وحين تخرجت تقدمت للعمل
بالمؤسسة التي تعمل بها حضرتك وتم رفضي
نظرا لوضعي الإجتماعي المتردي ولكني لم
أيأس وكافحت حتي وصلت إلي هذا المركز
فما رأيك شعر بالخجل الشديد ثم قال لها هي
لوائح يا فندم ولا نملك شيئا حيالها نحن
لا نملك الخروج عن هذه اللوائح ضحكت ثم
قالت الحمد لله لولا الرفض ما وصلت إلي
هنا وأشارت إلي الإدارة الخاصة بها ثم أضافت
ولكن يا دكتور هذه اللوائح تجعلنا نخسر الكثير
من العباقرة والمبدعين والمتفوقين نحن يا
دكتور نخسر كثيرا لكي يربح الآخرون كثيرا
أقصد بالآخرين المستثمرين الأجانب بالغرب
من وراء خسارتنا وأخطائنا شعر بالخجل ثم
قال نعم نعم ولكني للا أملك التغيير ولا غيري
إرتدت نظارة طبية ثمينة جدا ثم قالت بجدية
أنظر يا دكتور الشروط لا تنطبق عليك للعمل
بالوظيفة الخاصة بالتقديم ولكن نظرا لظروفك
وقيمتك عندي سوف تعمل مع العاملين في
إدارتي بقسم المتابعة الخاص بي بدأ يتنفس
بصعوبة وكسا الإحمرار وجهه خجلا ثم قام
وقال ألف ألف شكر ردت سريعا العفو العفو
ولتأتي في الغد خرج الرجل بصعوبة وهو يشعر
بدوار ثم سقط فجأة أمام المبني بلا حراك
شريف شحاته