JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الفضول / مها حيدر/ مجلة الشعر العربي

الفضول
 
إلى مدينة كربلاء المقدسة، حيث الأجواء الإيمانية وقداسة المكان الذي يحتضن المقامين الشريفين للإمامين ( الحسين والعباس عليهما السلام ) .
وصل الطائر المهاجر، وجلس مستمعًا إلى دَرسٍ كان يقدمه أحد الشيوخ لطلابه، يتحدث فيه عن ( الفضول ) ….
في يوم بارد كانت ( مريم ) في غرفتها تشكو من البرد القارس، نظرت من الشباك فرأت شيئًا صغيرًا لونه وردي … بكل تأكيد ستخرج لتعرف ما هوَ، لأنها فضولية للغاية. 
عندما خرجت لم تجده، وظلت تفتش عنه في كل الزوايا، حتى مرضت.
قال أبوها : يا إبنتي هذا هو الفضول، يجلب الكثير من المشاكل، اسمعي كلامي واتركيه.
لكن مريم لم تسمع كلام أبيها أبدًا.
بعد أن تحسنت صحتها، رأت أخاها يكتب بقلمه الأحمر على ورقة صغيرة.
- : يا ترى ماذا يكتب أخي الصغير ؟!
بعدما نهض لكي يشرب الماء، هرولت مسرعة نحو الورقة لتعرف ماكتب عليها.
يا للمفاجأة … إنها رسالة إلى أمي :
( يا أمي .. أنا أحبك كثيرًا … أنت كل حياتي وعمري … أحبك وأحب أبي وإخوتي ).
وبينما كانت تقرأ الرسالة، تمزقت الورقة دون قصد منها، صاح عليها أخوها غاضبًا :
- ماذا فعلت يا أختي ؟!
- أنا آسفه، لم أكن أقصد ذلك
- فهمت، لقد جاءك الفضول مرة أخرى.
لكن مريم لم تستمع لأخيها أيضًا.
عندما كانت في المدرسة، رأت صديقتها المفضلة تتحدث مع إحدى الفتيات، فذهبت إليهن وقالت : ماذا يجري ؟ تكلما بسرعة.
قالت لها صديقتها : أنت تعلمين جيدًا أني أحبك كثيرًا، أرجو أن تتركي هذه العادة السيئة، لأن الفضول يسبب الكثير من المشاكل، ولن تجني منه فائدة مطلقًا.
قالت مريم بصوت خافت : صحيح كلامك يا صديقتي الجميلة، أنا آسفهً، من المؤكد أنه لن ينفعني بشيء، أعاهدك من الآن بأني لن أكون فضولية متطفلة، ولن أتدخل في ما لا يخصني ويعنيني .
هنا قال الطائر المهاجر : أنصحكم يا أصدقائي أن لا تكونوا فضوليين أبدًا، ولا تتدخلوا في ما لا يعنيكم، لكي يحبكم الناس وتنالوا رضا الله سبحانه وتعالى.

مها حيدر
من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )
الاسمبريد إلكترونيرسالة