JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

من الأدب العالمي / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد/ مجلة الشعر العربي


 من الأدب العالمي /

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
--------------------------
((( التحولات و فن الحب ٠٠!! )))
مع الشاعر الروماني أوفيد ٠
المولود في 20 مارس عام 43 قبل الميلاد.
وتوفي سنة 17 ميلادية.
و يقول أوفيد :
" إن الناس في كل مكان يريدون أن يعرفوا من تكون كورونا هذه التي أتغنى بحبها" ٠
٠٠٠٠٠
" ليس الذي يثير عاطفتي هو الجمال الثابت؛ بل إن ثمة مائة سبب تحفظ لي حبي، فإذا رأيت فتاة جميلة ذات عينين ناعستين مطرقتين إلى حجزها اشتعلت نار الحب في قلبي، وأسرتني بسذاجتها " ٠
و من أقواله :
لا يمتزج الكرامة والحب جيدا، ولا يستمران سويا إلا لفترة قصيرة.
الحمل الذي تحمله بطريقة جيدة يصبح خفيفا.
٠٠٠٠٠٠٠
عزيزي القاريء الكريم نواصل حلقة جديدة مع الأدب العالمي الذي يحاكي الحضارة الإنسانية داخل حوار الثقافة بين العرب و الغرب قديما و حديثا لنقدم ألوانا متباينة ٠٠
و من ثم نتأمل الأدب القديم من منظور العهد الروماني الذي يصور ملامح الحياة فالأدب مرايا تعكس المواقف من خلال محطات تنطق بجمال الكلمة و التي اخدها التراث هكذا ٠٠
و في هذا اللقاء نتوقف ببليوس أوفيديوس ناسو، المعروف بلقب ( أوفيد ) الشاعر الروماني القديم، و من أشهر أعماله «التحولات» بعام 8 م، والتي كانت عن الميثولوجيا الإغريقية والرومانية. وعرف بكتابته حول استكشاف الحب مثل قصيدة «فن الحب» التي كتبها في السنة الأولى قبل الميلاد.
ولد أوفيد في سولمونا - إيطاليا الآن - في 20 مارس عام 43 قبل الميلاد.
وتوفي سنة 17 ميلادية.
بدأ كتابة الشعر في سن الثامنة عشرة من عمره، وذاعت شهرته حتى اعتبر أهم شعراء عصره. درس أوفيد البلاغة وعمل قاضياً، لكنه ترك العمل وتفرغ للشعر، فأصدر مجلده فن الحب في ثلاثة كتب ٠
ثم أصدر مجلده قصائد حب في خمسة أجزاء، قام بعد ذلك بإعادة صياغة قصائده، وأصدرها في ثلاثة أجزاء، وقد كتب هذه القصائد فيما بين سن الثامنة عشرة والثامنة والعشرين من عمره، أما كتابه فن الحب فكتبه في المرحلة التالية ويعد كتاب التحولات من أكبر مؤلفاته إذ صدر في ثلاثة وأربعين كتاباً.
نفاه الأمبراطور الروماني أوغسطس بسبب طبيعة شعره العابث في كتاب فن الحب إلِى قرية صغيرة على سواحل البحر الأسود، وظل هناك حتى وفاته، وقد كتب هناك أغاني الحزن ورسائل من البحر الأسود.
و قد تم رصد ظاهرة سخرية الشاعر النابعة من الواقع الاجتماعي وقيمة المتداعية، تأكيداً على تداعي الطبقة الاجتماعية المهيمنة على الحياة في روما، بعد أن استغرقت في أهوائها وملذاتها الحسية، محولة الحب إلى مجرد رغبة حسية تتطلب السحر والذل والعنف والتواطؤ ٠٠
ويضيف أن شعر أوفيد كله باستثناء قصائد كتاب التحولات ينضوي تحت شعر المرثاة بالمعنى الكلاسيكي «الإغريقي»، إذ كتب على طريقة بيتين بيتين يلتزم فيهما بالقافية تارة، وتارة أخرى يتخلى عنها. القصائد المترجمة في هذا العمل مأخوذة من أربعة أعمال للشاعر هي قصائد حب في أجزائها الثلاثة، وأدوات التجميل أو فن التجميل وفن الحب في ثلاثة أجزاء ثم كتاب مداوة الحب، ويؤكد الشاعر كنعان أنه حاول في هذه الترجمة أن يكون أميناً لروح النص الأصلي ودلالته، ولإدراك معنى الكلمات الغريبة ٠
و كانت لأعماله آثار كبيرة على الأدب الغربي. تتضمن أعماله المعروفة الأخرى: "أموريس" (Amores، وهي ثلاثة أجزاء من قصائد الحب)، و "هيرويديس" (Heroides، وهي رسائل وهمية من امرأة إلى أحبائها).
كان أوفيد مشهوراً في عهده، وكانت له شعبية كبيرة، وقد كان الإمبراطور أوغسطس يقدم له الاحترام البالغ، إلى أن أبعد من روما القديمة بسبب ظروف مجهولة في العام الثامن الميلادي.
بالرغم من التوسلات العديدة، رفض أوغسطس وتيبريوس من بعده العفو عن أوفيد، حتى رحل في حدود العام السابع عشر الميلادي في منطقة "تومي" (تمثل الآن كونستانزا في رومانيا).
وسرعان ما وجدت أشعاره المكشوفة فيها من ينشرها له، فنشرت بعنوان الغزليات Amores في عام 14م، ولم تلبث إلا قليلاً حتى جرت على لسان كل شاب في رومة حديثاً وغناء.
ويقول هو في ذلك:
"إن الناس في كل مكان يريدون أن يعرفوا من تكون كورونا هذه التي أتغنى بحبها" ٠
وقد أضلهم هو في مجموعة أخرى من الغزليات في وصف الحب الخليط فقال:
" ليس الذي يثير عاطفتي هو الجمال الثابت؛ بل إن ثمة مائة سبب تحفظ لي حبي، فإذا رأيت فتاة جميلة ذات عينين ناعستين مطرقتين إلى حجزها اشتعلت نار الحب في قلبي، وأسرتني بسذاجتها.
وإذا أبصرت فتاة خليعة، اخترقت سهام لحاظها قلبي، لأنها ليست قروية ساذجة، لأنها تقوى أملي في أن أضمها إلى صدري على فراشي الوثير.
وإذا تمنعت وتظاهرت بالعناد والصلابة حكمت بأنها ستخضع لي لا محالة، ولكنها ممعنة في خداعها.
وإذا كنت عالمة ضليعة بما في الكتب اتهويتني بشمائلك النادرة ٠٠٠ وتخطر إحداهن الهوينا فأحبها لحسن خطاها، وتخطو الأحرى بقوة، ولكنها ترق إذا طاف بها طائف الحب..
وإذا غنت فتاة بصوت شجي.... خطفت منها القبلات في أثناء الغناء، وإذا ضربت الأخرى بأناملها الخفيفة على الأوتار الشاكية- فمنذا الذي لا يقع في حب هاتين اليدين الماهرتين؟ وهذه تأسرني بحركاتها، إذا ما حركت يديها في اتزان وانسجام، وتفننت في ثني خصرها الرقيق فتذكى النار في قلبي الذي تلتهب فيه نيران الحب لأقل الأسباب.... ضع هبوليتس Hippolytus في مكاني يصبح بريابس Priapus!... إني لتفتنني الطويلة والقصيرة على السواء، فكلتاهما تضرم النار في قلبي... وإني لأتقدم إليهما ضارعاً متوسلاً أن يستجيبا لحبي " ٠
* مع التحولات :
---------------------
كما يعد كتاب "التحولات" للشاعر الرومانى أوفيد، واحدا من أشهر الكتب الشعرية على مر العصور، وأحد النصوص النثرية الباقية رغم مرور سنوات طوال عليها، وهو عبارة عن قصيدة سردية لاتينية للشاعر الرومانى أوفيد، تضم خمسة عشر كتابا وأكثر من 250 أسطورة، وتسرد تاريخ العالم من خلقه إلى تأليه يوليوس قيصر ضمن الإطار الأسطورى التاريخية الفضفاض.
و لذا يعتبر الكتاب أحد أكثر الأعمال تأثيرا فى الثقافة الغربية، وألهم الكثيرين مثل دانتى، بوكاتشيو، تشوسر، وشكسبير.
وقد وصفت حلقات عديدة من القصيدة فى أعمال فنية معروفة مثل النحت والرسم لفنانين مثل تيتيان، ومن أشهر التجارب الأدبية الحديثة، التى استلهمت مفهوم التحولات فى زمن لاحق، تجربة الأديب الألمانى فرانز كافكا، فى رواية شهيرة له بنفس الاسم، غير أنها ترجمت للعربية بعنوان المسخ.
ورغم أن الاهتمام بأوفيد تلاشى بعد عصر النهضة، فقد تجدد الاهتمام به وبعمله قرب نهاية القرن العشرين، ولا يزال اليوم مصدر إلهام ويتم سرده من خلال وسائل إعلام مختلفة، تمت ترجمة العمل عدة مرات إلى اللغة الإنجليزية، وأولها كان من إعداد وليم كاكستون فى 1480.
كتب أوفيد "التحولات" وهو فى قرابة الأربعين، وبدأت ترجمتها إلى اللغات الأوروبية الحديثة بدءاً من القرن السادس عشر، نفى أوفيد فى السنة الثامنة للميلاد إلى "توميش" "Tomes" على البحر الأسود، وتعرف اليوم باسم كونستانزا فى رومانيا، ومات فيها سنة 71 ميلادية.
ويعد "التحولات" نوع من الكتابة الثانية للأساطير اليونانية - الرومانية ومتأثره بهوميروس وفيرجيل بخاصة، وقد أعاد أوفيد إحياء الأساطير وأبطالها حين ألح على المضمون الإنسانى عبر وصفٍ دقيق حى للعواصف والأهواء والهواجس وما تمليه من سلوك.
ويتبين لنا أن "التحولات" جذر رئيسى من جذور فن السرد قديماً وحديثاً بدءاً من "ألف ليلة وليلة" مروراً برواية "دون كيشوت" وإنتهاء بفن السرد عند بورخيس وماركيز، هذا عدا التأثير الذى مارسته فى عالمى المسرح والشعر وفى فنّ التصوير فى عصر النّهضة الأوروبي.
* مختارات من
اقوال أوفيد الشاعر الروماني :
====================
لا يمتزج الكرامة والحب جيدا، ولا يستمران سويا إلا لفترة قصيرة.
الحمل الذي تحمله بطريقة جيدة يصبح خفيفا.
ليس هناك من شيء اسمه السعادة الخالصة، فالسعادة دائما ما تمتزج ببعض القلق.
يمكننا أن نتعلَم حتى من أعدائنا.
قد يصبح كل شيء مُفسدا إذا كان العقل ميالا إلى الشر.
لتسترح، فالحقل الذي ارتاح ينتج محصولا وفيرا.
العادة أقوى من كل شيء.
فلتكن أهلاً للحب إذا أردت أن تُحَبّ.
النتيجة تبرر العمل.
أرى الأفضل وأستحسنها، لكني أفعل الأسوأ.
لا يجرى الحصان بأسرع من السرعة التي يجري بها عندما يكون هناك خيل آخر يحاول اللحاق بها وتخطيها.
يُحزِنُ المرءَ أن يكون شَرِيفاً دون مقابل.
إما أن تستمر إلى النهاية أو لا تحاول على الإطلاق ٠
من يعتقد أنه بحال جيد سيكون بحال جيد يمكن لأي أحد أن يكون بليغا عند الحديث عن أمر بسيط.
لا يقدر الناس الفعل الحسن إلا إذا اجتلب جزاءً.
لا تتحقق آمالي دائما، لكني دائما ما آمل.
الوقت أفضل طبيب.
عندما يجذبنا المزاج تعجبنا الملامح.
يليق بالرجال تجاهل مظهرهم.
يكشف الفراغ أي نوع من الناس نحن.
و في نهاية خاتمة المطاف نتمنى أن نكون قدمنا صفحات من الأدب العالمي القديم و فارس الحلقة هو الشاعر الروماني أوفيد صاحب التحولات و فن الهوى حيث سرد لنا الواقع الاجتماعي من خلال تجربته التي اختصرناها في تلك السطور كي تكون بمثابة مرايا تضيء هذه العصور و جسرا ثقافيا بين حوار الحضارات دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠
NameEmailMessage