JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ومن القهر /أحمد رستم دخل الله/ مجلة الشعر العربي


《زمن القهر》

حدِّث عنِ الوقتِ الرَّديءِ طويلا
          حَدِّث بِصدقٍ واتركِ التّأويلا

صوتُ الحقيقةِ رغم ظُلمَةِ ليلِنا
           كفتيلِ زَيتٍ أشعلَ القِنديلا

للهِ قلبي إذ تأثّرَ حالماً
           ألّا يكونَ على الكلامِ وكيلا

وكأنّ آلامَ الجميعِ تخُصُّني
          من يومِ آدمَ فُصِّلَت تَفصيلا

دعني أحدِّثُ ما بلغتُ من الرّؤى
         بِيقينِ شكّي قد حَمَلتُ ثَقيلا

رفعَ الرِّجالُ بيارقاً بِمكارمٍ
       مَضَتِ الرِّجالُ وما تَوَدُّ رحيلا

وأتى الزّمانُ المُستفيضُ تخاذلاً
          حتى يُطلِّقَ بِالمُجونِ حَليلا

والنّاسُ من كأسِ المذلّةِ أشرِبوا
            ولَقَد سُقوها غُصّةً ومَهيلا

يرضون ذلّاً وانكسارَ جوارحٍ
          والمالُ أدعى أنْ يَذِلَّ رَعيلا

هذي المواقفُ والمزاعمُ والرّؤى
     أقصَت من الجمعِ الغفيرِ أصيلا

وكذا الذين تغلغلوا في كِبرِهمِ
     طعنوا على الثُّغرِ الأبيِّ فَصيلا

أفشوا الخيانةَ والجهالةَ بِالورى
        واستقطبوا بِالمُغرياتِ عَميلا

ودُعاةُ جاهٍ أسلموا أعتابَهُم
            لِأيادِ خَصمٍ وانثنوا تقبيلا

مِنْ ذاك يعتزِلُ الفقيهُ بِفكرِهِ
        ولقد أرادَ لِما استطاعَ سبيلا

أردى الكذوبَ وكلَّ فِرقٍ جاهلٍ
       وأبانَ من حُجَجِ الحِوارِ دليلا

كالغُصنِ يحملُ تمرَ نَخلٍ واعِدٍ
           وبِالانتهازِ سيحرموهُ فتيلا

مَن لا يؤطَّرُ في صُفوفِ ولائِهم
         يمسي كشمعٍ يحرقوهُ فتيلا

وتقلّبَ الزَّمنُ العجيبُ تتابعاً
   ومضى يُؤزِّرُ في الخُطى عِنتيلا

وقسا إلى حدِّ الثُّمالةِ ينتوي
         فيما أراد لِذي النُّهى تجهيلا

ماذا أحدّثُ والوصيّةُ أُهمِلت
            وغدا الأقارِبُ لِلأباعِدِ نِيلا

وغدا الأقارِبُ لِلقرابةِ ظُلَّماً
          والحِقدُ أمسى لِلفِعالِ كَفيلا

أكلوا مواريثَ الأخوّةِ عُنوةً
           وتلذّذوا - وتصنّعوا تذليلا

وتنازعوا وضحَ النّهارِ لِبُلغَةٍ
       حتى استباحوا حُرمةً ونزيلا

ما لِلقرابةِ والأخوةِ مَلمَحٌ
   غسلوا الدِّماءَ من القلوبِ غسيلا

وااا صبرَ أيوبَ الذي قد صار في
          هذا الزمانِ لِلاصطبارِ مثيلا

حُكْمٌ يَجوزُ - وذاك ليس بِمُدرَجٍ
          يُفتون حتى أهملوا التّنزيلا

إنّ الذين سعيتَ أنْ ترقى بهم
       خذلوا الرُّقيَّ وأغفلوا التّهليلا

أرأيتَ ذُلاً وانكسارَ لواعِجٍ
               إلّا بِقَومٍ أعلنوا التّبجيلا

وإذا الجموعُ تكمّمت أفواهُها
            لا ترجُوَنّ من القلائلِ قيلا

ما ظلَّ في زمنِ العجائبِ مَأمَلٌ
         كُشِفَ الغِطاءُ ولم يَعُد تمثيلا

أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
الاسمبريد إلكترونيرسالة