سوانح /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
----------------------------
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ٠٠!!
قال تعالى :
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ " ٠
( سورة الأنعام : الآية )
٠٠٠٠٠
عزيزي القاريء الكريم ٠٠
هذه بعض سوانح في كتاب الله العزيز ٠٠
عندما كنت أقرأ في مطلع سورة الأنعام في المراحل التعليمية الأولية منذ نعومة أظفارنا أتعجب أيما تعجب من سياق تلك المفردات ألا و هو ( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) أتساءل كيف كفروا بخالقهم يعدلون ؟!٠
أتوقف ملياً ثم أمر مر الكرام و عندما تحين الفرصة أعاود تلك التساؤلات تارة أخرى دواليك هكذا ٠
فلم نكن نعلم عن كُتب التفسير شيئا أضف إلى إنها غير متاحة وفرة في أماكن الريف خصوصا و لا وسائل المعرفة ٠٠
حتى أخبرنا معلمنا بالترادف و التضاد في اللغة و تيقنا من أن جمال اللغة العربية يحتاج إلى ذائقة فنية ٠٠
و منذ هذه اللحظة نجد التضاد في اللغة يبرز المعنى و يقويه و يؤكده للتوضيح مثل :
" الظُلمات و النور " ٠
و عرفنا معنى هذا التعبير و التصوير البياني للقرآن الكريم :
( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) أي : ثم الذين كفروا بعد هذا البيان بربهم يعدلون ، أي : يشركون ، وأصله من مساواة الشيء بالشيء ، ومنه العدل ، أي : يعدلون بالله غير الله تعالى ٠
يقال : عدلت هذا بهذا إذا ساويته ، وبه قال النضر بن شميل ، الباء بمعنى عن ، أي : عن ربهم يعدلون ، أي يميلون وينحرفون من العدول ٠
ثم تتنامى تلك المعاني للتلاقى سردا ٠٠
تمترون أي : تشكون في أنه إله واحد ، وقيل : تمارون في ذلك أي : تجادلون جدال الشاكين ، والتماري المجادلة على مذهب الشك ٠
و تدور الألفاظ في الآيات لتفتح لنا المدارك و الحواس و المشاعر على هذا النهج و المنهج معا ٠
و أخيراً نتمنى أن نكون قدمنا فائدة من وراء الطرح دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠