سارة والمكتبة قصة لـ الكاتبة حناشي إيمان

 قصة

"سارة والمكتبة"

كانت سارة فتاة شغوفة بالقراءة منذ صغرها، لكنها كانت تفضل الكتب المصورة فقط، حيث كانت الصور تمنحها وسيلة ممتعة لفهم القصص. كانت تعتبر أن الكتب الكبيرة المليئة بالكلمات تبدو مملة وصعبة الفهم.

في أحد الأيام، قررت والدتها أن تأخذها إلى المكتبة العامة في محاولة لتوسيع آفاقها. عندما دخلت سارة المكتبة لأول مرة، شعرت بالإرهاق من عدد الكتب الهائل الذي يحيط بها. رفوف ممتدة مليئة بالكتب من كل الألوان والأحجام، وروائح الورق القديم والجديد تغمر المكان. كانت تشعر بأنها غريبة عن هذا العالم.

قالت والدتها بابتسامة مشجعة: "هذه الكتب ليست مجرد كلمات على ورق، يا سارة. إنها بوابات لعوالم مختلفة ومغامرات لا حدود لها. يمكنك أن تسافري عبر الزمن، أو تستكشفي أعماق البحار، أو تحلقي في الفضاء، كل ذلك من خلال صفحات كتاب."

رغم ترددها، قررت سارة أن تستمع لوالدتها. اختارت كتاباً عنوانه "مغامرات في الغابة السحرية". لم يكن يحتوي على صور، لكنها شعرت بالفضول. جلست في زاوية هادئة وبدأت تقرأ.

في البداية، كانت القراءة بطيئة وصعبة. لكنها عندما بدأت تفهم الشخصيات وتغوص في الأحداث، وجدت نفسها منجذبة إلى القصة. تخيلت نفسها وسط الغابة السحرية، تكتشف الأشجار الناطقة والحيوانات الغريبة. شعرت وكأنها تعيش المغامرة بنفسها.

مع مرور الوقت، استغرقتها القراءة لدرجة أنها نسيت الوقت. عندما أتت والدتها لتأخذها، كانت سارة قد أكملت عدة فصول وقالت بحماس: "لم أكن أعلم أن الكتب يمكن أن تكون بهذه الروعة! أشعر وكأني زرت عالماً جديداً تماماً!"

منذ ذلك اليوم، تغيرت علاقة سارة بالكتب. أصبحت تزور المكتبة أسبوعياً، وتختار كتباً متنوعة من القصص الخيالية إلى كتب التاريخ والعلوم. اكتشفت أن كل كتاب يحمل مغامرة جديدة أو معرفة قيمة.

المكتبة لم تعد مجرد مكان مليء بالكتب لسارة، بل أصبحت مكاناً للسفر بخيالها واستكشاف المجهول. تعلمت أن القراءة ليست مجرد هواية، بل وسيلة لاكتشاف العالم بطريقة فريدة وممتعة.

حناشي إيمان

من الجزائر -تبسة-