-->
»نشرت فى : Friday, January 10, 2025»بواسطة : »No comments

أسكنتك بين أضلعي _ سعيدة حميد


 أسكنتك بين أضلعي


أسكنتك بين أضلعي،
كأنك وطنٌ صغيرٌ من حبٍّ وشوق.
زرعتك في صدري وردة،
لا تذبل .
علّمتُ عروقي أن تغني اسمك،
وأن تعزف أوتارها حين تمر
علّمتُ قلبي أن يعبدك،
كإله لا يغشاه النسيان.
أكتبك في الليل نجمة،
وفي الصباح شمسًا تُشرق من بين أنفاسي.
كلّما غبت
يصبح الكون خواءً،
ويتحول نبضي إلى صمتٍ لا يُحتمل.
أسكنتك بين أضلعي،
لأنني أخاف عليكِ من العالم.
وأخبّئك كقصيدة سرّية،
لا يقرؤها أحدٌ سواي.
يا من يملأني حياةً،
إن كنت حلماً،
فلا توقظني أبدًا.
أسكنتكَ بين أضلعي،
كما تسكن الأرض حلم الغيمة،
وكما يخفي الليل أسرارَ النجوم.
أيها الرجل الممزوج بالحبِّ والياسمين،
أنتَ السؤال الذي لا إجابة له،
والإجابة التي لا تُسأل.
كأنك جرحٌ أعرفه
لكنني أحبُّ نزفه
أنتَ الذي جئتَ كغريبٍ يُعيد ترتيب الزمان،
وأنا التي أضعتُ فيك
كل اتجاهاتي.
أسكنتكَ لأنني خائفةٌ من الريح،
وأريد وطناً لا يهرب من نبضي.
كلما اقتربتَ،
صار الكون بحجمِ كفّي،
وصرتُ أنا امرأةً
تعرف معنى الخلود..
أسكنتكَ لأنني لا أملك خريطةً
إلا خطوط يديك،
ولا أرى الطريق
إلا في ظلكَ الممتد بين نبضي وأحلامي.
أسكنتك بين أضلعي،
لأنني لا أملك إلا قلبي،
وأنت الأرض التي تمتدّ فيه.
فلا تسأل عن المسافة،
فكل خطوةٍ نحوك
هي وطنٌ آخر أُقيمه بداخلي
علّمتني أن للغياب لغةً،
وأن الصمتَ أحياناً
أكثر ضجيجاً من الكلمات.
فيك التقيتُ نفسي،
وفيك خسرتُها،
وما بين اللقاء والخسارة،
كانت الحياة تناديني باسمكَ.
أسكنتكَ بين أضلعي،
كأنك آخر ما أملكُ،
وأول ما أريده.
فابقَ حيث أنت،
ولا تسألني
عن الفارق بين الحبِّ
والحياة.

سعيدة حميد / المغرب

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أكاديمية الشعر والأدب العربي الحديث 2014 - 2015