الرسالة المتأخرة /الكاتبة ولاء نبيل/ مجلة الشعر العربي

 ......الرسالة المتأخرة.....

في صباح السابع من تشرين بين أروقة المشفي ،عمّ الصمت ُعلي الحضور ولم يُسمعُ إلا صوت أنّاتهم ،ولم يُري سوي أعينهم الباكية،حين أخبرتهم ""إيڤون""الطبيبة المعالجة ،أن ""هيلين""قد وافتها المنية قبل ساعات ٍقليلة من وصول ""إيساف"وأن رسالته قد وصلت متأخرة،وصلت كلماته الرقراقة بعد أن رحلت،وقبل أن يصل كتب إليها :

فلتهدأين عزيزتي سيكون كل شئٍ علي مايُرام ، سأحاوطُك بالزهور ،ستكونين ريحانتي الغالية، لن تتألمين بعد اليوم ،فلتطوي صفحات الماضي الحزين، أعلمُ جيداً كم عانيتِ ،وكم تحمّلتِ ،ولكن أعدُك بألّا تعود هذه الأيام، ولن تتجرعي مذاقها المُر ثانيةً، فأنا اليوم لن أتركك وسأظل بجوارك..ستكونُ عينايَ دارُك وقرارُك..سأطفئ شمعات الألم التي أوقدتها لك الحياة بضحكات يمزجها الأمل، فلتسعدين حبيبتي ولتُحلّقين في سماء الحب والسلام، سيضمُكِ الكونُ برحابته، وسأصطحبكِ في جولةٍ إلي المدينة الفاضلة، حيث الورودُ لاتذبل ،الأرواح لا تنطفئ، الأقلام لاتجف، الغيث لاينقطع ،الأرض تكسوها حشائشٌ خضراء، السماءُ بلا غيوم ،هناك لا مكان للقاسية قلُوبُهم، ستجدين راياتٍ بيضاء مكتوبٌ عليها"" مرحبا بكِ في مدينتنا"" ستبصر عيناكِ آفاق بلا حدود،وسترتدين عقداً مرمرياً،وستعزفُ لكِ الطيورُ مقطوعة السعادة،وسينشدُ لكِ الشعراءُ قصائدهم،ستنامين نوماً هادئاً،ستطُلينَ من شُرفتكِ علي نهر الحياة التي سنكملُها سوياً،وسأعقدُ لكِ ضفائرُكِ من جَديد ..بضع ساعاتٍ تفصلُ بيننا يارفيقةُ دربي وسنلتقي....

وأنهي رسالته..الجميع تهرّب من إبلاغه بالخبر ،اقترح أحدهم لصق لافتة مكتوبٌ عليها""ذهبت رَيحانَتُكَ لتلتقي بها في المدينة الفاضلة"""

بقلميالكاتبة الصحفية ولاء نبيل