دكتور بالفيس! قصة لـ فارس محمد
قصة قصيرة
دكتور بالفيس!
كان فارس شابا هادئا يعشق القراءة. ويكتب خواطر متواضعة يخبئها في مذكرته القديمة. ذات مساء، قرر أن يشارك واحدة من كتاباته في مجموعة أدبية على فيسبوك.
كتب
أنا والليل وأنتِ
في صمت تام تراقبنا النجوم
وفوجئ بالتفاعل
إبداع من طراز رفيع!
أنت كاتب كبير!
رمز من رموز الأدب!
ابتسم فارس شعر بدفء التحفيز وقال لنفسه "جميل أن يشعر بك الغرباء."
في اليوم التالي وجد اسمه مرفقا بصورة ذهبية وعبارة ضخمة
"نكرم الكاتب الكبير فارس رمز الإبداع ومنارة الحرف!"
فكر قليلا … هو مجرد هاو يكتب ما يشعر به لا أكثر
لكن التشجيع كان حلو المذاق فواصل النشر ومع مرور الأيام انضمت مجموعات أخرى لركب التكريم، حتى جاءت اللحظة الأعجب
"منح مجموعة الكلمة النقية الدكتور فارس شهادة الدكتوراه الفخرية في الأدب والإبداع!"
ضحك فارس من قلبه
دكتور؟! وهو لم ينشر حتى ديوانا بعد؟
أيعقل أن تنال أرفع الألقاب من مجموعات يديرها هواة؟
شعر بشيء من الزيف لم يكن يسعى للضوء بل للكلمة الصادقة.
فكتب منشورا أخيرا
"أنا فارس أكتب فقط لأن الكتابة تشبهنيى لا لأكون دكتورا ولا رمزا شكرا لمن قرأني بصدق أما الألقاب فأتركها لمن يحتاجها أكثر"
الضوء الزائف لا يصنع شمسا
والكتابة لا تحتاج تصفيقا… بل تحتاج صدقا ..
الكلمة التي تخرج من القلب لا تحتاج وساما… فقط تحتاج أن تقال
بقلمي
فارس محمد
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات