شرارة الوجد _ فارس محمد
شرارة الوجد
حين عبرتِ
توقفت الجهات عن الدوران
وصار الهواء ينحني لعطركِ
كما لو كان يصلي
كنتِ تمشين
وكأن الأرض خُلِقت من خطاكِ
وكأن الليل استعان بأنوثتكِ
ليكتمل سوادُه بالفتنة
رجفةُ رمش تسقطني من يقيني
وشهقةٌ تفضح ما لا يُقال
كلّ ما فيكِ نار
وأنا أقترب
كمن يمدّ يده للشمس
دون أن يخشى الاحتراق
حين ظهرتِ
تصدّع الزمن في داخلي
وانكسرت الساعات تحت خطاكِ
كنتِ تنهضين من الليل
كما تنهض النار من عود ثقاب
مكتملة شهية
كأنكِ نبوءةٌ
هبطت من سماء بعيدة
مددتُ روحي نحوكِ
كما يمدّ الغريق يديه للموج
وتعلّقتُ بكِ
كمن يستسلم لوحش لا يرحم.
أصلي بعينيكِ
وأتوضأ من وهجكِ
وأهوي ساجداً عند قدميكِ
دون آية ولا محراب.
أنا لا أراكِ عابرة،
أنتِ وشم أزلي،
سطرٌ حارق نُقش بقلبي
أراكِ وطنًا من لهب
أحاصر أبوابه بلهاثي
وأستسلم لجيوشهِ
كأسير يطلب سجنه بفرح
في حضرتكِ
تتهاوى الحروف عن فمي
ولا يبقى إلا صرخةٌ
تشهق باسمكِ
أنا رجلٌ
لا ينجو من امرأةٍ
تولد منها الحرائق
وتتركه واقفًا
كعود ثقاب مشتعل…
راضٍ بالحريق
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات