القهوة التي لا تنسى _ فارس محمد
القهوة التي لا تنسى
قصة قصيرة
كان صباحا رماديا تشبهه المدينة ويشبهني
جلست على الشرفة التي اعتدنا الجلوس فيها معاً
وضعت فنجان القهوة أمامي ساخناً
رفعت الفنجان بيد لم تعد ترتجف شوقا لكنها ما زالت ترتجف ذكرى
نظرت إلى سطح القهوة فإذا ببخارها يصور وجها أعرفه
أعرفه جيدا
كانت هي التي كانت ترسم وجهي بأطراف أصابعها على فنجانها وتضحك وتقول
حين تبرد القهوة نرحل لكن الذكرى تظل ساخنة ورحلت
وظلت القهوة على طاولتنا تبكي وحدها
مرت السنوات وتغيرت الأشياء
إلا القهوة
ظلت كما هي تذكرني بها دون أن تنبس بحرف
أغمضت عيني قليلا
فمرت الوجوه والمواقف والكلمات والحروف
كأن ذاكرتي خزانة قهوة
تنثر حكاياتها على قلبي دون إذن
وضعت الفنجان جانباً
لكن وجهها ظل يطاردني على سطحه
كأنها لا تريد أن تغادر
ربما...
لأنها تعرف
أنني لم أغادر يوما عنها
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات