وسِعتني رحمتك _ فارس محمد
وسِعتني رحمتك
يا رب...
إني عبدك الذي أتى بعد طول غياب
يحمل على كتفيه أوزاراً
وفي عينيه خجلاً
وفي قلبه ألف رجاء
أتيت لا أملك شيئاً من الدنيا
إلا يقيناً بأنك لا ترد السائلين
ولا تخيب من جاءك نادماً
ولا تغلق بابك
في وجه من عرف
أنه لا ملجأ له إلا أنت
كم مرة عصيت
وكنت أنت الستار؟
وكم مرة نسيتك
وكنت أنت الحفيظ؟
وكم مرة خفت
وكنت أنت الأمان؟
أنا ذاك العبد الذي لطخته الدنيا
ومسحته يداك برحمة لا توصف
يا كريم العطاء...
ما من يد رفعت إليك إلا وردتها بالعز
وما من قلب خفق باسمك إلا واطمأن
وما من دمع نزل من خشيتك
إلا وغسل شيئاً من الذنوب
علمتنا أن القلوب إذا ضاعت
فعودتها إليك هي النجاة
وأن الأرواح إذا تعبت
فملاذها في ذكرك
يا رب...
أحبك لا طمعاً بجنة
ولا خوفاً من نار
بل لأنك أنت
لأنك الله
الغني عن عبادك
وتحنو عليهم كما لا يحنو أحد
أحبك لأنك تعرف
ما في صدري دون أن أتكلم
وتعلم ما أحتاج إليه قبل أن أطلب
وتغفر لي وأنا لا أستحق
فكيف لا أعود إليك؟
كيف لا أضع جبيني خاضعاً بين يديك
وأنا أعلم أنك ترى
وتسمع وتغفر وتقبل؟
اجعلني يا رب ممن إذا ذكروا اسمك
ارتجفوا شوقاً
وإذا سمعوا آياتك دمعت أعينهم
وإذا قاموا بين يديك في جوف الليل
فعلوا ذلك حبا لا عادة
اجعل لي في سجودي دعوة لا ترد
وفي قلبي نوراً لا يخبو
وفي دربي توفيقاً لا ينقطع
خذ بيدي إذا تاهت
وأنهضني إذا سقطت
واغسل قلبي من كل ما لا يرضيك
فأنا أريدك أنت
ولا شيء سواك
اللهم لا تخرجنا من يومنا هذا
الا وقد طهرت قلوبنا
وغفرت ذنوبنا ورضيت عنا
وكتبت لنا سكنى رحمتك وسعة قربك
اللهم اجعلنا لك كما تحب
وقربنا اليك كما نحب
واجعلنا ممن لا تزيغ قلوبهم بعد اذ هديتهم
امين يا ارحم الراحمين
بقلمي
فارس محمد
شعر فارس العصر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات